كشف مسؤول في حكومة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، عن "رغبة عراقية"، في التحرك لتخفيف التوتر بين طهران والرياض بمبادرة منه (العبادي)، بعد تجميد الرياض طلبا سابقا تقدمت به في منتصف أغسطس/آب الماضي للعب العراق هذا الدور، بحسب ما نقل وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، عقب عودته إلى بغداد من زيارة قصيرة قام بها إلى السعودية حينها.
وقال المسؤول في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة العراقية "تسعى إلى تخفيف التوتر بين الرياض وطهران، الذي بلغ ذروته بعد الاعتداء الصاروخي، الذي نفذته مليشيات الحوثيين في اليمن على الرياض، السبت الماضي، واتهمت السلطات السعودية إيران بتزويد الانفصاليين الحوثيين الصواريخ التي تستهدف المملكة".
وأكّد أنّ أوساطا عراقية ستبدأ التحرك والتواصل مع مسؤولين عراقيين وإيرانيين بهذا الشأن،
واصفاً الأزمة بأنها الأخطر، والتي قد تؤدي إلى تفجير صراعات أكبر في المنطقة خاصة مع استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، "بضغط سعودي" كما فهمتها إيران بأنها "رسالة موجهة لها بالدرجة الأولى"، على حد قوله.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن "بلاده تعتبر أن اتساع الحرب الباردة بين إيران والسعودية سيؤثر عليها سياسياً وأمنياً".
وفي الجانب السعودي، رفض دبلوماسي بارز في سفارة الرياض ببغداد، الإجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد"، حول مدى القبول بالوساطة العراقية الجديدة في حال أعلن عنها رسمياً.
بدوره، أكّد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، رزاق الحيدري، لـ"العربي الجديد"، أنّه "حتى الآن لا يوجد شيء رسمي يتعلق بوساطة عراقية بين الرياض وطهران، لكن هناك حديثا على نطاق ضيق جداً حول هذا الدور، خاصة أن السعودية سبق وطرحت هذا الموضوع قبل أشهر على العراقيين".
وأشار إلى أنّ "بغداد مهيأة للعب هذا الدور بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، وكذلك السعودية، ونأمل أن يتم تخفيف التوتر سريعاً بين البلدين".