وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، خلال حديثه مع "العربي الجديد" ظهر اليوم، إن "الاجتماع بحث ترتيبات انعقاد مؤتمر الرياض 2 المزمع قريباً"، والذي "كانت الهيئة العليا أساساً قد طرحته على الجانب السعودي، من أجل توسيع قاعدة التمثيل لأكبر شرائح ممكنة من السوريين في (هيئة التفاوض العليا)"، مؤكداً أنه "لم يثر في الاجتماع ما تتم إشاعته عن أن الرياض أبلغتنا أن بشار الأسد سيبقى في المرحلة الانتقالية".
إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية "عدم دقة" ما نسبته وسائل إعلام للوزير الجبير.
وشدد المصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس)، والتي لم تسمه، على "موقف المملكة الثابت من الأزمة السورية، وعلى الحل القائم على مبادئ إعلان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسورية، والتحضير للانتخابات لوضع مستقبلٍ جديدٍ لسورية لا مكان فيه لبشار الأسد".
كما أكد المصدر "دعم المملكة للهيئة التنسيقية العليا للمفاوضات، والإجراءات التي تنظر فيها لتوسيع مشاركة أعضائها، وتوحيد صف المعارضة".
وكان عضو "هيئة التفاوض العليا"، أحمد العسراوي، قد ذكر، في تصريح إلى "العربي الجديد" صباح اليوم، أن "الجبير لم يقل ما نسب إليه"، مبينا أن الهيئة العليا "هي من طلبت عقد مؤتمر (الرياض2) في العاصمة السعودية، ليضم أوسع أطياف المعارضة السورية، خصوصاً التي لم تشارك في مؤتمر الرياض 1، علّنا نصل إلى رؤية مشتركة للمعارضة السورية الفعلية في البلاد"، وفق العسراوي.
ويأتي هذا بعدما نقل موقع "روسيا اليوم"، عن مصدر في المعارضة لم يسمه، قوله إن "وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الرئيس السوري الأسد باق". كما نقل الموقع عن المصدر نفسه قوله إن "الجبير قال للمعارضة إن على الهيئة الخروج برؤية جديدة، وإلا ستبحث الدول عن حل لسورية من غير المعارضة".
وأشار المصدر وفقاً لروسيا اليوم إلى أن الوقائع "تؤكد أنه لم يعد ممكناً خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة".
إلى ذلك، قال أحمد العسراوي إن المنسق العام لـ"هيئة التفاوض العليا"، رياض حجاب، "كرر أكثر من مرة اعتذاره عن عدم تمكنه من المشاركة المستمرة بجولات جنيف وما حولها لأسباب صحية، وأنه قد لا يستطيع متابعة عمله للأسباب ذاتها، وهذا يعود لتقدير الأطباء في المرحلة القادمة"، متوقعا أن يكرر الطلب ذاته في الاجتماع المرتقب في الرياض.
وكان رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، قد أكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك قراراً مسبقاً من الهيئة العليا "بعقد اجتماع موسع لها"، مشيراً إلى أن "الرياض وافقت على استضافة الاجتماع"، متوقعاً أن "يعقد بداية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".
وأوضح رمضان أن الهدف من الاجتماع المقبل "هو تعزيز التمثيل، ومراعاة التطورات الميدانية في تمثيل القوى العسكرية".
ومساء أمس السبت، أصدرت الهيئة العليا بياناً جاء فيه أنها طلبت من السعودية استضافة "اجتماع موسع لها مع نخبة مختارة من القامات الوطنية السورية ونشطاء الثورة، من أجل توسيع قاعدة التمثيل".
وأوضح البيان أن الرياض وافقت على الطلب، وأنه تم تشكيل لجنة للتحضير لهذا الاجتماع، "بمشاركة أوسع طيف من الشخصيات الوطنية السياسية والعسكرية والثورية، ومن ممثلي المجتمع المدني وتشمل كافة أطياف الشعب السوري".
ويتزامن ذلك مع ما كانت قد ذكرته مصادر مطلعة على مجرى الاتصالات الحالية بين شخصياتٍ بالمعارضة السورية والرياض، عن أن الأخيرة تدفع باتجاه ضم كل من منصتي القاهرة وموسكو وشخصيات أخرى لوفد المعارضة المفاوض في جنيف.