نفت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، وجود أية إجراءات لتفكيك مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، وفق ما روجته مصادر روسية، لكنها أكدت نبأ مغادرة أحد فصائل "الجيش السوري الحر" الموجودة في المنطقة باتجاه الشمال السوري.
وقال الإعلامي عماد غالي، المقيم في مخيم الركبان، إن ما يتردّد عن تفكيك المخيم غير دقيق، وإنّ قاطني المخيم مصرّون على الإقامة فيه حتى إيجاد تسوية نهائية لمناطقهم التي هجروا منها ولن يعودوا إليها طالما أنّ هذه المناطق تحت سيطرة النظام السوري.
وحول نية "لواء شهداء القريتين"، الموجود في المنطقة، الخروج خلال الأيام القليلة المقبلة باتجاه الشمال السوري، قال غالي إنّ قيادة اللواء قررت مغادرة المنطقة بسبب توقف العمل العسكري فيها، وليس لهذا الخروج أي مدلول آخر مما يتم تداوله، وربط ذلك بتفكيك المخيم، موضحًا أن المدنيين الذين سيرافقون مقاتلي اللواء إلى الشمال لهم أقارب هناك.
وأكد أن فصيل "لواء المغاوير" باق في المنطقة، وكذلك قاعدة التنف وقوات التحالف التي تقوم بحماية المخيم.
وأوضح أنه "من خلال اللقاءات مع الأميركيين في المنطقة، أكدوا أن قوات التحالف لا تتدخل بخيارات اللاجئين هناك، ولهم كامل الحرية في البقاء أو الانتقال إلى أي منطقة يريدونها، ولكن في حال قرروا البقاء، فإنها ملتزمة بحمايتهم من أية مخاطر أمنية، ولن تسمح لقوات النظام أو (داعش) بالوصول إليهم".
وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت، في وقت سابق، عن مباحثات تجريها مع نظيرتها الأميركية، لإخلاء مخيم الركبان إلى مناطق النظام السوري، في ظل معاناة إنسانية يعيشها المخيم وأسفرت عن وفاة العديد من الأطفال.
وقالت وكالة "تاس" الروسية إن الجانب الأميركي يقترح تسوية مشكلة المخيم الحدودي مع الأردن، عبر نقل اللاجئين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، برعاية مكاتب الأمم المتحدة في دمشق.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في المخيم، بعد نحو أسبوع من إغلاق النقطة الطبية الوحيدة هناك التابعة لمنظمة "يونيسف"، والتي يتم من خلالها نقل الحالات الحرجة إلى الجانب الأردني.
وأسفر إغلاق النقطة الطبية في المخيم عن وفاة أحد الأطفال، أمس الخميس، إضافة لوجود عشرات الحالات الأخرى دون رعاية صحية كافية.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "لواء شهداء القريتين"، العامل في بادية ريف دمشق ومنطقة مخيم الركبان، بدأ بعملية تسجيل وتجهيز قوائم بأسماء الراغبين بالخروج نحو الشمال السوري، والتي تجري التحضيرات لها على أن تتم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح المرصد أنه تم التوصل لاتفاق بين قيادة اللواء والجانب الروسي والنظام، بمغادرة اللواء نحو القطاع الشمالي من ريف حلب، مشيرًا إلى أن الاتفاق جرى عبر وسيط هو قيادي سابق في فصائل القلمون الشرقي، كان قد أجرى مصالحة مع النظام قبل أشهر، متوقعًا أن يبلغ تعداد المنتقلين إلى الشمال السوري في مناطق سيطرة قوات عملية "درع الفرات" نحو خمسة آلاف شخص ممن يقطنون في مخيم الركبان.
وكان "لواء شهداء القريتين" من ضمن الفصائل التي جرى التوصل معها لاتفاق التهجير في القلمون الشرقي، والذي خرج بموجبه من القلمون الشرقي أكثر من 6000 شخص من مدنيين ومقاتلين في شهر نيسان/إبريل من العام الجاري.
ويخضع مخيم الركبان لحصار خانق منذ يونيو/حزيران الماضي، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام، لتزيد معاناته بإغلاق "اليونيسف" للنقطة الطبية منذ أسبوع، دون توضيح الأسباب.
ويقع المخيم في منطقة الركبان، على الحدود السورية ــ الأردنية، وهي منطقة صحراوية وتعتبر امتدادًا للبادية السورية، وتسيطر عليها فصائل المعارضة بدعم من التحالف الدولي.
وكثيرًا ما اتهم النظام السوري وحليفه الروسي نازحي مخيم الركبان بالانتماء لمنظمات "إرهابية"، وتنفيذ هجمات انطلاقًا من المخيم، الذي يخضع لسيطرة فصيلي "أسود الشرقية" "ومغاوير الثورة"، إضافة إلى "جيش العشائر" الذي انتقل أخيرًا إلى داخل الحدود الأردنية.