أفادت مصادر أمنية في إقليم كردستان العراق بأن قوة أمن اكتشفت حقلين مزروعين بمادة الحشيشة المخدرة زرعها عمال في شركة نفط أجنبية شرقي مدينة أربيل. واعتقل الأمن أحد مسؤولي الشركة، في حين أن البحث جارٍ عن متهم ثان في القضية.
وأكد المتحدث باسم الأمن في قضاء كويه التابع لأربيل، العميد عادل ياسين، في تصريح صحافي، اليوم السبت اكتشاف حقلي النبات المخدر في موقع الشركة النفطية، لكن بدون أن يذكر هوية المتورطين في القضية.
وتعد الحادثة الأولى من نوعها في إقليم كردستان، إذ توصل الأمن إلى كشف حقلي الحشيشة بعد الحصول على معلومات من معتقلين كانوا يديرون حقلاً لزراعة النبات المخدر غربي أربيل، وعددهم ثمانية أشخاص بينهم أجانب غير عراقيين اعترفوا بوجود حقول أخرى بينها موجودة في موقع تابع لشركة نفطية.
والشركة التي اكتُشف حقلا الحشيشة في موقعها هي ائتلاف يضم شركتي "جنل إنرجي" البريطانية التركية، و"أداكس بتروليوم" الكندية. والحقل الذي تديره الشركتان هو حقل "طق طق"، ويقع شرقي مدينة أربيل.
وتدير الحقل النفطي المكون من 30 بئراً شركة "تي تي أوبكو" وهي الذراع المحلية لشركتي "جنل إنرجي" و"أداكس بتروليوم" اللتين تملكان نسبة 80 في المائة من الحقل، أما بقية الحصة تملكها حكومة الإقليم.
وبدأت عمليات استخراج النفط من حقل "طق طق" في عام 2002 عبر شركة "جنل" التركية قبل اتحادها مع أخرى بريطانية وتصبح "جنل إنرجي". وفي عام 2008 اشترت شركة "أداكس بتروليوم" الكندية حصة 36 في المائة من حق استغلال الحقل النفطي، وبقيت حصة 44 للشركة التركية البريطانية، ونسبة 20 في المائة لحكومة إقليم كردستان.
وصادرت القوة الأمنية التي هاجمت موقع عمل الشركة 150 شتلة من نبتة الحشيشة، وقدرت قيمتها المادية بنحو 250 ألف دولار.
والشخص الذي اعتقل يدعى "محمد" وهو تركي من أصل كردي، اعتاد إظهار تعاطفه مع حزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية في مناسبات مختلفة.
أما الشخص الآخر الذي تبحث عنه القوات الأمنية بسبب صلته بالموضوع، وهو أيضاً تركي، ويعتقد أنه عاد إلى بلاده في إجازة.
والشخصان المتهمان بزراعة حقلي الحشيش لهما مناصب إدارية في الشركة النفطية، والمعتقل بينهما هو مسؤول الورش في الشركة.
وتمتنع الشركة والعاملون فيها عن الإدلاء بأية تصريحات حول الموضوع. وتنأى وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان عن إصدار بيان يحدد موقفها إزاء الموضوع.
وذكر تقرير نشر في الصحافة المحلية أن نوع الحشيش المزروع في الحقلين ضمن موقع الشركة النفطية هو من نوع "غراس".
يذكر أن عمليات ضبط المخدرات، واعتقال أشخاص يتاجرون أو يتعاطون المواد المخدرة ازدادت نسبتها في العراق عموماً ومن ضمنه إقليم كردستان. ويحال مئات الأشخاص بتهمة الاتجار أو حيازة المخدرات إلى القضاء سنوياً.
وذكر مسؤولون في وحدات مكافحة المخدرات في شرطة إقليم كردستان في تصريحات سابقة أن القسم الأكبر من المخدرات تدخل إلى الإقليم من الأراضي الإيرانية، وأن نسبة كبيرة من المعتقلين بتهمة الاتجار وحيازة المخدرات في كردستان هم من الإيرانيين، إما دخلوا بصفة سائقي مركبات تنقل بضائع، أو مقيمين.