مشغولات منزلية في بازار المتحف الإسلامي

28 مارس 2015
فسحة سياحة وفنّ في الهواء الطلق (العربي الجديد)
+ الخط -
بعدما كان وقفاً على السبت الأوّل من كلّ شهر، وبعد نجاحه الكبير في استقطاب الزائرين والعارضين، ثبّبت إدارة "متاحف قطر" موعد "بازار الحديقة" كلّ سبت باستثناء أشهر الصيف، ليكون للجمهور في قطر فرصة أسبوعية بزيارته وعرض منتجاتهم فيه.

وكان البازار قد فتح منذ 3 سنوات أبواب حديقة "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة أمام منتجي الصناعات اليدوية الخفيفة، من ملابس وحلي وحقائب وأطعمة بيتية ودمى أطفال وأنواع من المفروشات وأدوات المنزل.

وتضاعفت أعداد زائري البازار، من مقيمين في قطر وسائحين وزائرين، إذ توفّر هذه الفعالية فرصة فريدة للتمتّع بعدد كبير من النشاطات الترفيهية العائلية، والمرافق المتنوّعة التي تتوزّع في أرجاء حديقة المتحف الشاسعة المطلّة على خليج الدوحة، بينها الأكشاك والمطاعم وملعب الحديقة، التي تراعي سلامة الأطفال وفروقاتهم الفردية، فتفرد جزءاً منها لمن تترواح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات، وجزءاً آخر لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، إضافة إلى ملعب ثالث لليافعين بين 12 و16 سنة.

كلّ سبت، تعرض شمّا، من التابعية الهندية، مشغولات الصوف الذي تجلبه من الهند، لنوعيته المتميزة، كما تقول، ولقلّة كلفته، ولسبب أهمّ هو ارتباطها العاطفي بهذه النوعية من الصوف، التي كانت تشتغل بها في بلادها، الهند، منذ الطفولة.

وتحكي شمّا عن أنّ حياكة الكروشيه من تقاليد أسرتها، حيث كلّ طفلة تتعلّم الحياكة من الأمّ أو الخالات. أما هي، التي أتت إلى قطر منذ عشر سنوات، فقد تابعت حياكة الصوف لأجل إهداء أصدقائها ومعارفها ما تصنعه، وقد وجدت في البازار فرصة مناسبة لتصريف ما لديها من منتجات، وأيضاً لكسب بعض المال، يساعدها على تحمّل تكاليف الحياة التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وفق قولها.

أما ناريمان، وهي ربة منزل سورية، فتقدّم أطباقاً تقليدية من المطبخ السوري، وتحكي عن حكايتها مع هذا الأمر: "في بداية الثورة السورية ومع تدهور الأوضاع الانسانية، قامت نساء سوريات وعربيات بمبادرات عدّة لجمع المال للمحتاجين في سورية، وشاركت أنا في بازارات عرض مأكولات شعبية شامية، كان ريعها يعود للمصابين السوريين واللاجئين، وقد تتابعت تلك الأنشطة، ولكني توقّفت لدواع صحية، ولكن بقيتُ أتلقّى اتصالات كثيرة من أشخاص اشتروا أطباقي وأعجبوا بمذاقها، وتلقيت طلبات لتلبية ولائم، وحين تعافيت عرضت علي صديقتي فكرة المشاركة في البازار الأسبوعي في حديقة المتحف الاسلامي، ولا زلت أخصّص أكثر من نصف المردود المادي لأهلي، تساعدني صديقتي المتخصصة في الحلويات، بينما أتخصّص أنا في الأطباق المالحة".

ورغم غالبية الحضور النسائي، إلا أنّ البازار لا يخلو من حرفيين ذكور، يعرضون مشغولاتهم اليدوية، بينهم الشاب كريم، الذي يدرس حالياً علوم الكمبيوتر، ولكنّه يصرّ على تنمية موهبته في نحت القطع الخشبية. عن هذه الهواية يقول كريم إنها توفّر متنفساً له وسط ضغط الدراسة وطابعها العلمي المحض، والمشاركة في البازار فرصة جيدة للخروج إلى الهواء الطلق في جو لطيف ولقاء عدد كبير من متذوّقي الفنون اليدوية والحرف، كما أنه يسعد بمعاونة أقارب له يعرضون في البازار عدداً من المناديل التي يطرّزونها في أوقات الفراغ.

للمشاركة في البازار، يدفع صاحب المنتجات رسوماً رمزية لأجل المساحة التي ستشغلها طاولة معروضاته، كما تتوزّع حول البازار أكشاك للسندويتشات والعصائر والحلويات.

وقد أفاد البازارُ "حديقةَ الفنّ الاسلامي" كما استفاد منها، فهو يزيد مساحاته الإبداعية رحابة، كما يستقطب جمهوراً لا بأس به، ويفتح أمامه باب المشاركة في الفعاليات الترفيهية الأخرى التي تحوّل هذا المكان إلى واحد من أبرز المراكز السياحية في قطر.
دلالات
المساهمون