يواجه طلاب الشهادة الثانوية، في الشمال السوري، مشاكل في التسجيل في الجامعات المتاحة لهم، خاصة الجامعات التركية، التي افتتحت فروعا لها، في منطقة درع الفرات. ومن أبرز المشاكل التي تواجههم، مشكلة تعديل الشهادة ليتمكنوا بعدها من التقدّم بامتحانات القبول، في هذه الجامعات.
وفي هذا الخصوص، طرحت "هيئة ساعد الإنسانية"، مشروعاً يتيح للطلاب الحصول على شهادة ثانوية، معترف بها، توفّر لهم فرص القبول في الجامعات التركية، سواء داخل تركيا أو في فروعها داخل الأراضي السورية.
مدير الإعلام في "هيئة ساعد الخيرية"، حسين الموسى، تحدّث لـ"العربي الجديد" عن فكرة المشروع والجدوى منه قائلاً: "أطلق المشروع تحت اسم "نحو مستقبل أكاديمي واعد لطلاب سورية"، وسيتم العمل عليه في مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون ونبع السلام، ومدته ثلاثة أشهر، من بداية يوليو/ تموز حتى الثلاثين من سبتمبر/ أيلول المقبل، من هذا العام".
وتابع الموسى: "الهدف من هذا المشروع، هو مساعدة 8000 طالب سوري، ليقدّموا امتحانات نهاية الثانوية العامة، بفرعيها الأدبي والعلمي، للعام الدراسي الحالي، وفق البرنامج المرفق في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات لنيل، شهادة ثانوية تركية، تتيح لهم فرص التقدّم إلى الجامعات التركية، بمختلف الاختصاصات العلمية أو الأدبية. وتم التوصل لذلك بين إدارة "هيئة ساعد الخيرية" وإدارة التربية والتعليم في تركيا".
وأوضح الموسى أنّ المستفيدين من المشروع، هم الطلاب المسجّلون لدى مديريات التربية، والذين سيخضعون لامتحانات الشهادة الثانوية، بفرعيها العلمي والأدبي، لدورة 2020/2021، في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات والمنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، شرق الفرات. وذلك لمساعدة الطلاب على تحصيل قبول في الجامعات التركية بعد النجاح في الامتحان. وسيتم إجراء دورة امتحان قبول جامعي "يوز"، مكثّفة، باستخدام اللغة العربية داخل سورية، في المناطق المذكورة سابقاً. وتبدأ الدورات بداية شهر أغسطس/ آب، وتنتهي منتصف سبتمبر/أيلول، وسيتم الإعلان لاحقاً عن معايير التسجيل والاستفادة من دورات الـ"يوز"، حسب معدّلات نجاح الطلاب.
وأضاف الموسى أنّ النتائج المتوقّعة، هي حصول الطلاب الناجحين على شهادة ثانوية، صادرة عن إدارة التربية والتعليم في تركيا، وهذا يساعدهم على تحصيل قبول جامعي في الجامعات التركية، كما يساعد على تخريج دفعة من الطلاّب الحاصلين على شهادات علمية معترف بها، يرفد سوق العمل في الشمال السوري بالكوادر البشرية المؤهّلة، بحلول 2024 للمساعدة في إعادة البناء. أما المنهاج المعتمد في الامتحان، فهو منهاج الحكومة السورية المؤقتة، المعدّل بفرعيه الأدبي والعلمي، وستكون الأسئلة في الامتحان وفق معايير الجودة التعليمية.
وفي التفاصيل أوضح الطالب بكر مسعود، لـ"العربي الجديد" أنّ الحصول على شهادة ثانوية معترف فيها بالوقت الحالي، أمر جيد ويريح الطلاب من الكثير من المتاعب، وقال: "منذ عامين، حصلت على شهادة ثانوية، في الفرع العلمي، صادرة عن الحكومة السورية المؤقتة، وبعدها ترقّبت الخضوع لامتحان معادلة الشهادة، وهو امتحان إلزامي، وهذا كلّه قبل إجراء امتحان القبول، للتسجيل في الجامعات التركية، وأنا اليوم أقيم في مدينة إسطنبول".
أما عروة المحمد، المقيم في عفرين، فأشار لـ" العربي الجديد" إلى أنّ "جامعات النظام غير متاحة للطلاب في المناطق المحرّرة، فالذهاب إليها يعتبر انتحاراً، والجامعات التركية هي الخيار الوحيد المتاح أمام طلاب المنطقة". وأوضح أنّ "العقبة هي معادلة الشهادة، وموضوع الحصول على شهادة معترف بها من الجامعات التركية، يوفّر الكثير من الجهد والوقت، نظراً للواقع المفروض على الطلاب في الشمال السوري". وأضاف: "آمل الحصول على فرصة قبول جامعي في الهندسة المعلوماتية، وسأعمل بجد من أجل ذلك".
وكانت جامعات تركية، منها جامعة غازي عينتاب، افتتحت كليات لها في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، في الوقت الذي لا تنال فيه الجامعات أو المعاهد الخاصة، شمالي غرب سورية اعترافاً من الجهات الدولية، الأمر الذي يتيح للطلاب ارتياد جامعات تمنحهم شهادة يضمنون بها مستقبلهم التعليمي.