مشردو الغارات الروسية.. كارثة إنسانية دون بوادر انفراج

07 فبراير 2016
جموع النازحين عند المعبر الحدودي (تصوير مهاب ناصر)
+ الخط -
لا يزال معبر "باب السلامة" الحدودي مع تركيا مغلقاً حتى الساعة، وآلافُ النازحين السوريين يبيتون منذ أيامٍ في العراء، وسط انخفاض درجات الحرارة، فيما أنشأت "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية" خيماً مؤقتة، لإيواء ما أمكن من الفارين من القصف الجوي الروسي لقرى ريف حلب الشمالي.


ويتجمع منذ عدة أيام أكثر من 35 ألف شخص عند الطرف السوري من معبر "باب السلامة". وأكد الناشط الإعلامي مهاب الناصر لـ"العربي الجديد"، أن "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية نصبت عشرات الخيم لإيواء مئات الأسر، كما استطاعت الجبهة الشامية تأمين عدد من الخيم للفارين من جحيم القصف الروسي لقراهم" بريف حلب الشمالي.

وأضاف الناصر المتواجد في المنطقة التي تؤوي آلاف المنكوبين، أن "مأساة المنكوبين هنا لا توصف، في ظل انخفاض درجات الحرارة لقرابة الصفر ليلاً، وانعدام الخدمات، باستثناء الطعام وماء الشرب الذي توفره لهم هيئة الإغاثة التركية"، مشيراً إلى أن "أعداد النازحين يومياً تتزايد".

وقال الناشط: "لم يدخل أي شخص إلى تركيا، وكذلك الجرحى، وتم إيواء أعداد قليلة من النازحين في مدينة أعزاز الحدودية"، والتي باتت من أواخر بلدات ريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة.

اقرأ أيضاً: العفو الدولية: خطة أوروبية معيبة لتوطين اللاجئين في تركيا

ولفت الناصر إلى أنه "يجري حالياً تسجيل بعض أسماء الأسر الراغبة بالاستفادة من الاتفاق الذي تم إبرامه منذ أيام بين الوحدات الكردية وعدد من فصائل المعارضة السورية"، إذ "ينتقل عدد من النازحين في حافلات تمر من مدينة عفرين (تسيطر عليها قوى كردية) دون أن يقيم أحد من النازحين فيها، ويكملون طريقهم باتجاه بلدة سرمدا" بريف إدلب الشمالي.

وبدأت هذه الأزمة الإنسانية الحادة أساساً منذ أكثر من عشرة أيام، عندما بدأ المئات من سكان مدينة الباب ومحيطها، الخاضعة لسيطرة "داعش" بريف حلب الشرقي، بالفرار من قصفٍ تتعرض له قراهم، قاصدين الحدود التركية، لكن حملة الغارات الروسية العنيفة وغير المسبوقة، والتي بدأت تستهدف قرى ريف حلب الشمالي مطلع هذا الشهر، أدت إلى نزوح أكثر من 35 ألفاً من سكان تلك البلدات، والتي فصلتها قوات النظام ومليشياته عن مناطق سيطرة المعارضة داخل مدينة حلب.

من جانبه حذر نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش اليوم، من موجة نزوح كبيرة للاجئين سوريين، قائلاً إن عددهم قد يصل إلى المليون شخص.

وأشار كورتولموش إلى أن أسوأ السيناريوهات هو أن تصل أعداد السوريين الفارين من هجمات الروس والنظام إلى المليون شخص، قائلاً: "حلب مدينة كبيرة، وإن أضفنا إليها بلدت وقرى الريف التي يتم قصفها أيضاً، فإن أعداداً كبيرة قد تتوجه إلى الحدود".

اقرأ أيضاً: "العفو الدولية": 20 ألف نازح ينتظرون العبور إلى تركيا