مشاريع لاستبدال الخيم بمساكن الطوب تتواصل في إدلب

04 فبراير 2020
الأعمال مستمرة (هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات)
+ الخط -
تحاول منظمات إنسانية في ظل ظروف صعبة، إيجاد حلول لمئات آلاف النازحين في شمال غرب سورية من خلال توفير مساكن دائمة لهم، تكون بديلاً من الخيم، يحظون فيها ببعض من الأمان المفقود. وفي سياق برامج الاستجابة الإنسانية في هذا المجال، عملت منظمات مختلفة، منها فريق ملهم التطوعي وهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية ومنظمة أبرار للإغاثة والتنمية، على إطلاق مشاريع لبناء وحدات سكنية لتوفير مآو للنازحين.

على صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك"، أعلنت منظمة أبرار للإغاثة والتنمية عن الانتهاء من المرحلة الثانية من تنفيذ مشروع مخيّم في بلدة طعوم بالقرب من مدينة بنش، شمالي إدلب، مع بناء 100 غرفة سكنية على شكل خيم مسقوفة موصلة بالصرف الصحي ومياه الشرب. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثالثة من المشروع لبناء 50 غرفة سكنية إضافية.

وعن مشاريع غرف الطوب بحسب ما يُطلق عليها أو المخيمات الحجرية، يتحدّث المسؤول الإعلامي في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية عدي الصطوف لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّه "تمّ إنجاز 350 بناءً حتى الآن من ضمن المشروع الذي يهدف إلى بناء 15 ألف غرفة سكنية للنازحين، وقد زُوّدت هذه الغرف بشبكات لمياه الشرب وحمامات مشتركة لكلّ قطاع، مع خطة لإنشاء حمامات ومطابخ مستقلة لكلّ غرفة". يضيف الصطوف أنّ "الهدف من المشروع هو إيواء النازحين بأسرع وقت، واستبدال الخيم بجدران إسمنتية لمنع دخول الأمطار. فمن شأن تلك الجدران أن تقاوم عوامل الطقس وتحدّ من عمليات استبدال الخيم المهترئة، خصوصا بعد انخفاض الدعم المقدّم للجمعيات والمنظمات العاملة في هذا الشأن".



ولا تقتصر هذه المشاريع على محافظة إدلب فحسب، بل ثمّة مشاريع مماثلة لإيواء النازحين الواصلين إلى مناطق الريف الشمالي في محافظة حلب، بمنطقة "درع الفرات" تحديدا. وهذا ما يشير إليه مدير المشاريع في فريق ملهم التطوعي حسام الطحان، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنّ "العمل يتمّ الآن على مشاريع وحدات سكنية للنازحين في مناطق كفرلوسين وباريشا بمحافظة إدلب، بالإضافة إلى قرية بالقرب من مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي". يضيف أنّ "كلفة المشروع تتجاوز 1.3 مليون دولار أميركي، والهدف منه إنشاء مساكن في منطقة درع الفرات باعتبارها منطقة آمنة، لكنّ المشروع حتى الآن ما زال في طور الإنشاء". يُذكر أنّ ملكية الأرض التي يُقام المشروع عليها تعود إلى فريق ملهم التطوعي، فقد تمّ انتقاء قطعة أرض من المالك مباشرة (طابو أخضر) وكلّ أوراق تسجيلها ونقل ملكيتها مسجّلة بشكل نظامي، فيتمّ حفظ حقوق الملكية حتى لو تغيّرت القوة المسيطرة أو التبعية الإدارية للمنطقة.



آمنة بكور، نازحة من ريف حماة الشمالي، لا تخفي قلقها من "البقاء في خيمة لا تتجاوز سماكتها مليمترات قليلة، بالكاد تردّ البرد عن أطفالي الأربعة في المخيّم القريب من بلدة دير حسان في ريف إدلب". تضيف لـ"العربي الجديد": "لم نعد نخاف إلا على أطفالنا. نخاف عليهم من المرض والتشرّد والعذاب. نحن فقدنا أرضنا وبيتنا وكلّ ما نملك، ولم يعد لنا في هذه الحياة سوى أطفالنا". وتؤكد أنّ "الحياة في الخيمة عذاب حقيقي، فالبرد ينخر العظام والوحل يلطّخ الصغير والكبير"، آملة "بالحصول على غرفة تتّسع ولو لأولادي فقط. لا أريد لهم هذه الحياة الصعبة ولا أريد أن يكبروا في خيمة".



وتجدر الإشارة إلى أنّ النازحين، وأمام الخيارات المحدودة المتوفّرة، توجّهوا إلى سجن إدلب المركزي الذي يكتظ حالياً بسوريين وافدين خصوصاً من معرّة النعمان. ويستقبل السجن حالياً نحو 80 عائلة حوّلت زنازينه إلى غرف تؤوي أفرادها. لكنّ هؤلاء النازحين يفتقرون إلى مقوّمات الحياة الأساسية كمياه الشرب والتدفئة اليوم، لكنّ وجود سقف يحميهم من المطر وجدران تقيهم البرد هو دافعهم إلى البقاء في المكان.