ولم تمنع موجة الحر الشديدة، التونسيين من التظاهر للتنديد بما يحاك للقضية الفلسطينية، وخرجت مسيرة حاشدة إلى شارع الحبيب بورقيبة وأمام اتحاد الشغل نصرة لفلسطين وضد التطبيع.
ورفع المحتجون خلال المسيرة، شعارات منها "فلسطين ليست للبيع"، و"فلتسقط صفقة القرن وورشة البحرين"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع" و"مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة".
وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، خلال المسيرة، إنّ "الاتحاد يناصر القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، مضيفاً: "الخزي والعار لبعض الأنظمة العربية التي تريد تمرير صفقة القرن. وعار عليها ما حصل ولكن الشعب العربي والفلسطيني لن يستسلم".
وأكد أنّ "صفقة القرن لا يمكن أن تمر ورجالات تونس لن يصمتوا. فالفلسطينيون يدافعون عن شرف الأمة العربية"، مشدداً على أنه "طالما توجد الإرادة فلا بد من مواصلة النضال".
بدوره، قال الأمين العام لحزب "المسار" جنيدي عبد الجواد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "مسيرة اليوم مساندة للشعب الفلسطيني الذي ناضل منذ عشرات السنين"، مؤكداً أنّ "الشعب التونسي سيبقى وفياً للشعب الفلسطيني وضد الأنظمة التي تريد تصفية القضية".
وشدد في السياق، على "أنّ شعب فلسطين ليس للبيع". وقال أيضاً إنّ "تونس تجدد تضامنها ووقفتها مع الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنه "بعيداً عن الخطابات الجوفاء، لا بد من خطوات ملموسة لمساندة فعلية بالمقاطعة وتحريم التطبيع لعزل النظام العنصري".
من جهته، قال سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّه "على الرغم من كل الترتيبات لضرب الشعب الفلسطيني، إلا أن كل هذه الاستراتيجيات بدأت تنهار أمام صمود الفلسطينيين"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني صامد ليس دفاعاً عن نفسه فقط بل من أجل البشرية جمعاء، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب".
وأضاف الفاهوم، أنّ "العالم بدأ يفهم رسالة الصمود التي أطلقها الشعب الفلسطيني"، معتبراً أن "هذا الأمر يرعب القوى الاستعمارية التي حاولت أن تسير الشعوب بما يتوافق ومصالحها".
وتابع "أن تلك القوى تحاول إخراج كافة أوراق الترهيب، ولكن هذه الأوراق كشفت عن حالة الخلل الكبيرة، وعن الفشل".
إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، إنّ "ما حصل في المنامة ضربة للطموحات وآمال الشعوب، ودليل عن نقص المناعة الوطنية لأنظمة الاستبداد".
وأكد أن "فلسطين ستبقى حريصة على الدفاع عن مصالحها"، مشيراً إلى أنّ "أنظمة الاستبداد هي التي تقمع شعوبها ولا تسمح لهم بإبداء الرأي".