مسيرات "إحنا معك" تحرق صور دحلان انتصاراً لعباس

17 مارس 2014
من فعاليات "إحنا معك" في الضفة الغربية
+ الخط -

في الوقت الذي كان يعقد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، اجتماعاته المهمة في واشنطن، يوم الإثنين، نشطت حركة "فتح"، لدعمه عبر إطلاق فعاليات ومسيرات "إحنا معك"، أُحرقت خلالها صور القيادي المطرود من الحركة، محمد دحلان.

وقامت الحكومة الفلسطينية بإصدار تعميم بتعطيل كافة الدوائر الحكومية والمدارس بعد الساعة الحادية عشرة ظهراً، بهدف السماح لمئات الآلاف من الموظفين والطلبة بالمشاركة في الفعاليات التي أقيمت في الميادين العامة في مدن الضفة الغربية، ضمن الحملة الشعبية " احنا معك". وشاركت بالحملة جميع الشخصيات الرسمية والحكومية والتنظيمية، حيث تم رفع صور مئات الآلاف من صور عباس واللافتات المؤيدة له.

لكن اللافت في الاحتفالات التي أشرفت عليها حركة "فتح" كان حرق صور القيادي المطرود محمد دحلان في الميادين العامة، حيث تكرر الأمر في مدينة رام الله، العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية، ومدينة الخليل، وذلك في رد غاضب على التصريحات التي أطلقها مساء أمس الأحد، عبر قناة "دريم 2" المصرية، واتهم فيها عباس وأولاده بالفساد السياسي والمالي، والتكسب من أموال الشعب الفلسطيني، عبر أعمال السمسمرة، إضافة إلى قيام عباس بمفاوضات سرية مع إسرائيل مع التلميح بأنه عميل.

وجاءت تصريحات دحلان، والتي قال إنه يمتلك آلاف الوثائق التي تثبت ما يقول، بعد اتهامات مماثلة وجهها له عباس خلال خطابه أمام المجلس الثوري بتاريخ 12 مارس/ آذار الجاري، وتم بث اللقاء في اليوم التالي على تلفزيون "فلسطين".

وفيما كان بعض عناصر حركة "فتح" يحرقون صور دحلان ويضربونها بالأحذية، التزم أعضاء مركزية "فتح" الصمت حيال ما قاله دحلان. واكتفى البعض في كلماته أمام الحشود بالإشارة له تلميحا وليس تصريحاً، كما فعل عضو اللجنة المركزية محمود العالول، الذي قال وسط مسيرة داعمة للرئيس على دوار المنارة وسط رام الله: "ما أشبه اليوم بالبارحة من التآمر على عرفات واليوم على أبو مازن، ولكن الشعب واع ملتف حول قيادته، المتمسكة بثوابتها ومواقفها الواضحة رغم كل محاولات التشكيك".

وتابع: "ندرك تبعات تمسكنا بثوابتنا الوطنية، وهي أن الاحتلال سيزيد من جرائمه وانتهاكاته وحصاره، وأننا سنتعرض لحصار مالي وغيرها من الضغوطات".

وقال في اشارة للقيادي الفتحاوي السابق دحلان: "لا يمكن أن نبيع ثوابتنا بالمال، وندرك محاولات خلق أزمات، كالذي حصل بالأمس من بعض المأخوذين الذين يرغبون بتحويل البوصلة عن الاحتلال لصراعات ثانوية. قلنا مرارا وتكرارا أن تناقضنا الرئيسي مع الاحتلال وسنركز على ذلك وكل محاولاتكم خذوها معكم أيها الموتورون". وأكد: "نعرف أن أبو مازن ينتمي لمدرسة عرفات، وان صلابته أمام الضغوطات والتحديات هي تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني المتمسك بثوابته، والموحد والمتماسك خلف قيادته في مواجهة الاحتلال".

وكان من اللافت مشاركة المسؤولين في الأجهزة الأمنية وأفرادها في المسيرات الداعمة لعباس، في حين انفرد الإعلام الرسمي الفلسطيني ممثلا بالتلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء، والإذاعات المحلية المحسوبة على حركة "فتح" في بث الأغاني المؤيدة للرئيس الفلسطيني، وتغطية مسيرات التأييد من جميع محافظات الضفة الغربية.