مسلمو بريطانيا يُلامون على تراجع الحانات

15 ديسمبر 2014
يتراجع عدد مرتادي الحانات بشكل ملحوظ (Getty)
+ الخط -

يتراجع عدد الحانات في بريطانيا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وقد أغلقت على سبيل المثال 31 حانة في خلال أسبوع واحد، وفق ما جاء في تقرير لـ "مجموعة البيرة الحقيقيّة" التي تُعرف بـ "كامرا" وهي منظمة تضمّ مستهلكي البيرة البريطانيّة في المملكة المتحدة.

وتعقيباً على ذلك، لم يتوانَ اللورد روبن هودجسون من حزب المحافظين في خلال اجتماع مجلس اللوردات البريطاني قبل أيام، عن توجيه أصابع الاتهام إلى تزايد أعداد المسلمين البريطانيّين الذين لا يشربون الكحول.

بالنسبة إلى هودجسون (نائب سابق)، فإنّ ازدياد عدد هؤلاء في بعض المناطق أدّى إلى إغلاق حانات عديدة فيها. وقد عبّر عن شعوره بالأسى، موضحاً أنه تقبّل بصعوبة ضياع عشر سنوات من عمره في تأسيس عمل ليراه ينهار بعد كل الجهود المبذولة. فهو كان يدير إحدى الحانات لمدّة 12 عاماً.

أثارت تعليقات هودجسون موجة من الغضب في أوساط المدافعين عن حقوق المسلمين. يقول مدير منظمة "مسائل الإيمان" فيياز موغال لـ "العربي الجديد" إنّ "عادات تناول الكحول تتبدّل مع تغيّر نمط الحياة. ويبقى لحملات الصحّة أثرها على التقليل من شرب الخمور وتشجيع الناس على ممارسة التمارين الرياضيّة. ولا يخفى دور الإعلانات التي لعبت دوراً هاماً في تسليط الضوء على تأثير عادات إدمان الكحول على الناس في بريطانيا، كذلك لم تعد الحانة تشكّل محلاً للتواصل الاجتماعي كما كانت في السابق".

يضيف موغال أن "الاعتقاد السائد القائل بأن المسلمين جميعهم لا يشربون الخمر، خاطئ. أما تدّني عدد الحانات، فيعود إلى الأسباب التي ذكرتها آنفاً".

وتعليقاً على ما قاله هودجسون، يأسف موغال لـ "جهله بحقيقة تطوّر المجتمعات وتكيّفها إلى جانب افتراضه بأنّ المجتمع كلّه يقوم على مبدأ واحد. وهو ما يُظهر سوء فهم ديناميات المجتمع الأساسيّة".

وفي السياق نفسه، تسأل نسيمة بيغام من المجلس الإسلامي البريطاني: "ماذا بعد؟ هل ستتهمون المسلمين بتراجع مبيعات لحوم الخنزير؟".

وسط الأخذ والردّ، يشدّد هودجسون على أنّه لم يختصر أسباب تراجع عدد الحانات بالمسلمين، بل ذكرهم إلى جانب أسباب أخرى مثل الضرائب المرتفعة على الحانات وقوانين الترخيص الصعبة.

وحيد أنور ناشط من مدينة برمنغام وعضو في "مجتمع بريطانيا الإسلامي". هو يدعم رأي هودجسون مشيراً إلى أنه لا يعتقد أنه أراد اتهام المسلمين، بل كانت محاولة لفت الانتباه إلى عامل اجتماعي – اقتصادي.