مسلسل اغتيال المخيم مستمر

20 أكتوبر 2014
+ الخط -

مرّت الجريمة مرور الكرام، ومضى أسبوع على قتل اللاجئ الفلسطيني، وليد ياسين، وإصابة ثلاثة آخرين في مخيم عين الحلوة، من دون أن يحرك شباب المخيم ساكناً، لا مسيرات خرجت، ولا اعتصامات أقيمت، ولا احتجاجات، أو إدانات، رددها الشباب على الفعل الإجرامي الذي حصل. عادت الحياة إلى طبيعتها، في اليوم التالي، بين الأهالي، الطلاب إلى مدارسهم، والعمال إلى أعمالهم، وسوق الخضار والمحلات التجارية لم تقفل، وكأن شيئاً لم يحصل.

أحداث أمنية كثيرة، شهدها مخيم عين الحلوة، وكل حدث له صداه وله صدمته، والكل كان يتفاعل حسب صدمة الخبر، وكيف تلقاه، لكن شباب المخيم مع كل شخص كان يقتل كان (يقوم الدنيا وما يقعدها)، بعض الشباب يغلقون الطريق وإحراق الإطارات، وآخرون يستنكرون ويدعون أبناء المخيم إلى اعتصام مع رفع يافطات "لا للقتل العشوائي.. لا للفتنة".. إلخ.

وصحيح أن هذه التحركات لم تحدث تغييراً فعلياً، فمسلسل القتل والاغتيال بدأ يعيد نفسه، كل فترة في المخيم، وكأنه أصبح من روتينيات الحياة، هذا ما أدى إلى تأقلم الناس مع الوجع، والتعوّد على حلقات هذا المسلسل. فيبدو أننا تعوّدنا على نمط معيّن، هو أن لا نتحرك إلا وقت الصدمة، وهذا شهدناه في أثناء العدوان على غزة، فعندما كان عدد الشهداء في مجزرة للاحتلال لم يتجاوز العشرة، لم نكن نتحرك، أما عندما كان عدد الشهداء ثمانين، نغضب ونعبّر عن غضبنا بالمسيرات والاعتصامات، ونحرق العلم الإسرائيلي، ولو كانت التحركات خجولة في معظم الأحيان.

هذا حالنا، حال شبابنا، اليوم، لم يعد أحد يتأثر بما يحدث، وكأنه لم يعد هناك شيء اسمه صدمة، تليها ردة فعل وعصبية، شباب تعوّد على الهبوط المعنوي، على الوجع الداخلي، على غياب الاستقرار، شباب لم يعد يأبه بشيء اسمه جريمة وقتل.

حالة من الملل رافقتنا..

هل هذا ما يريده منّا العدو، السكوت على أوجاعنا؟

أم يريد أكثر!

avata
avata
محمود يوسف (فلسطين)
محمود يوسف (فلسطين)