في عام 2007، بدأت قناة CBS بعرض مسلسل السيتكوم (كوميديا الموقف) The Big Bang Theory الفكاهي الأميركي والذي صار لاحقًا من أكثر مسلسلات السيتكوم مشاهدة ومتابعة على المستوى العالميّ. استمر المسلسل في العرض حتى الموسم الثاني عشر (الأخير)، والذي ينتهي في عام 2019. تدور قصة المسلسل حول عالمَي فيزياء نظرية وتطبيقية يعيشان في شقة واحدة ويعملان في الجامعة نفسها، وعادة ما تلتقي هذه الشخصيات ببقية المجموعة (عالم فيزياء فلكي ومهندس) ليكملوا حياتهم التي اعتادوا عليها.
كان لا بد للهنود أن يكون لهم حضور في عالم السينما والتلفزيون وبشخصيات رئيسية. وخلافاً لمسلسلات السيتكوم القديمة مثل Friends أو Two and a Half Men، فإن مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" يستضيف شخصية الهندي راجيش كوثرابالي كشخصية رئيسية في "الشلّة". ولكن يبدو أن منتجي المسلسل قد شعروا بأنهم قاموا بواجبهم حين أدرجوا هذه الشخصية، وأن لا مسؤولية عليهم بعدها، حيث استخدموا الشخصية كوسادة هوائية لكل أنواع التعليقات العنصرية أو حتى الكتابة العنصرية للشخصية.
فمثلًا، نجد أن شيلدون يقول: "في مجموعتنا الصغيرة، أنا الأذكى وهاورد هو صاحب الحس الفكاهي أما راجيش فهو الأجنبي الذي يحاول فهم ثقافتنا ولكنه يفشل".
نرى هنا كيف صُوّر الهندي على أنه "خارجي/غريب"، بغض النظر عن نجاحه، وأن عقله الهنديّ ليس قادراً على استيعاب "الثقافة الأميركية" المتفوقة.
وفي مشهد آخر، ينتقد شيلدون راجيش أكله من الصحن مباشرة من دون الأخذ في الاعتبار التوزيع العادل للأكل، فيقول: "هذا هو سبب جوعكم في الهند"، وهو ما يعزز صورة نمطية سلبية عن الهنود بشكل عام، بغض النظر لو كان الممثل الهندي موافقاً على هذا النوع من الكتابة.
وصولًا إلى الكتابة العنصرية السيئة للأحداث، فإن المسلسل قاد الشخصيات الثلاث البِيض في المسلسل إلى نهاية عاطفية سعيدة عبر مرورها في علاقات حُب تكللت بالزواج كلها، إلا أن شخصية راجيش قد تُركت في مهب الريح من دون علاقة، كدلالة على أن الهندي لا يمكنه أن يعيش علاقة حب عادية وأن يتزوج مثل الأميركان، فاتجهت الشخصية في المسلسل إلى الزواج التقليدي الهندي (أن يختار أهله العروس المناسبة له)، وهو تعزيز كبير للعنصرية والصور النمطية عن الهنود.
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، يعتبر مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" متحيزاً جنسياً إلى حد كبير؛ فهو يستخدم النموذج التقليدي شخصية العالم المهووس الغريب اجتماعياً كذريعة للتمييز بين الجنسين، والشخصيات الأنثوية متواطئة بشكل كلي في هذا التحيّز. الغريب أن نسويات كثيرات يعتبرن النساء في المسلسل نموذج نجاح للنساء في المجتمع، في حين أن المسلسل نفسه وفي أكثر من موقف كان يضع المرأة في صورة نمطية واحدة، بالإضافة طبعاً إلى رسم صورة للشكل المثالي للمرأة (شعر أشقر – جسم نحيف – صدر كبير)، وهذه الصورة بدأت مع بداية المسلسل بشخصية الممثلة الطموحة، بيني، وتعززت مع دخول شخصية عالمة الأعصاب آيمي فرح فاولر التي تقدّس شخصية بيني فوق كل تقدير، لأنها بالنسبة لها وحسب كلامها: Goddess إلهة من شدّة جمالها، وتستمر في مقارنتها بالشخصية الأنثوية الأخرى في المسلسل، بيرنادِت، والتي لم تكن جذّابة مثل بيني بالنسبة لها.
وتسعى آيمي دائمًا لتكون شخصية أكثر أنثوية وفق مقاييس هوليوود، كأن تقوم بعمليات إزالة شعر غير ضرورية أو أن ترتدي بعض أنواع الحليّ أو أن ترتدي ثوبًا برّاقًا وتصرخ: "أنا أميرة".
وعلى الرغم من نجاحاتها وقوة شخصيتها، إلا أنها كانت تعتبر نفسها تابعة للفتاة الشقراء الطويلة الجذّابة (التي لم تحقق نصف ما حققته آيمي). وخير مثال على تسليع المرأة كان في الموسم السادس (الحلقة 20) عندما كان شيلدون وليونارد وراج يتنافسون للحصول على أستاذية ثابتة في جامعة كالتيك وعندما تحضر المجموعة اجتماع مجلس الإدارة، تصل بيني بلباس أسود ضيق وقصير وبحمّالة صدرية ترفع ثدييها بِنيّة استخدام جسدها كوسيلة إقناع للمجلس. وفي إحدى الحلقات، تشكو آيمي من أنها غير مرغوبة جنسياً، وأنها ذهبت مرة إلى حفلة شبابية في الجامعة واستيقظت بمزيد من الملابس عليها (حيث كانت ترجو أن تصحى عارية).
كان لا بد للهنود أن يكون لهم حضور في عالم السينما والتلفزيون وبشخصيات رئيسية. وخلافاً لمسلسلات السيتكوم القديمة مثل Friends أو Two and a Half Men، فإن مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" يستضيف شخصية الهندي راجيش كوثرابالي كشخصية رئيسية في "الشلّة". ولكن يبدو أن منتجي المسلسل قد شعروا بأنهم قاموا بواجبهم حين أدرجوا هذه الشخصية، وأن لا مسؤولية عليهم بعدها، حيث استخدموا الشخصية كوسادة هوائية لكل أنواع التعليقات العنصرية أو حتى الكتابة العنصرية للشخصية.
فمثلًا، نجد أن شيلدون يقول: "في مجموعتنا الصغيرة، أنا الأذكى وهاورد هو صاحب الحس الفكاهي أما راجيش فهو الأجنبي الذي يحاول فهم ثقافتنا ولكنه يفشل".
نرى هنا كيف صُوّر الهندي على أنه "خارجي/غريب"، بغض النظر عن نجاحه، وأن عقله الهنديّ ليس قادراً على استيعاب "الثقافة الأميركية" المتفوقة.
وفي مشهد آخر، ينتقد شيلدون راجيش أكله من الصحن مباشرة من دون الأخذ في الاعتبار التوزيع العادل للأكل، فيقول: "هذا هو سبب جوعكم في الهند"، وهو ما يعزز صورة نمطية سلبية عن الهنود بشكل عام، بغض النظر لو كان الممثل الهندي موافقاً على هذا النوع من الكتابة.
وصولًا إلى الكتابة العنصرية السيئة للأحداث، فإن المسلسل قاد الشخصيات الثلاث البِيض في المسلسل إلى نهاية عاطفية سعيدة عبر مرورها في علاقات حُب تكللت بالزواج كلها، إلا أن شخصية راجيش قد تُركت في مهب الريح من دون علاقة، كدلالة على أن الهندي لا يمكنه أن يعيش علاقة حب عادية وأن يتزوج مثل الأميركان، فاتجهت الشخصية في المسلسل إلى الزواج التقليدي الهندي (أن يختار أهله العروس المناسبة له)، وهو تعزيز كبير للعنصرية والصور النمطية عن الهنود.
من جهة أخرى، يعتبر مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" متحيزاً جنسياً إلى حد كبير؛ فهو يستخدم النموذج التقليدي شخصية العالم المهووس الغريب اجتماعياً كذريعة للتمييز بين الجنسين، والشخصيات الأنثوية متواطئة بشكل كلي في هذا التحيّز. الغريب أن نسويات كثيرات يعتبرن النساء في المسلسل نموذج نجاح للنساء في المجتمع، في حين أن المسلسل نفسه وفي أكثر من موقف كان يضع المرأة في صورة نمطية واحدة، بالإضافة طبعاً إلى رسم صورة للشكل المثالي للمرأة (شعر أشقر – جسم نحيف – صدر كبير)، وهذه الصورة بدأت مع بداية المسلسل بشخصية الممثلة الطموحة، بيني، وتعززت مع دخول شخصية عالمة الأعصاب آيمي فرح فاولر التي تقدّس شخصية بيني فوق كل تقدير، لأنها بالنسبة لها وحسب كلامها: Goddess إلهة من شدّة جمالها، وتستمر في مقارنتها بالشخصية الأنثوية الأخرى في المسلسل، بيرنادِت، والتي لم تكن جذّابة مثل بيني بالنسبة لها.
وتسعى آيمي دائمًا لتكون شخصية أكثر أنثوية وفق مقاييس هوليوود، كأن تقوم بعمليات إزالة شعر غير ضرورية أو أن ترتدي بعض أنواع الحليّ أو أن ترتدي ثوبًا برّاقًا وتصرخ: "أنا أميرة".
وعلى الرغم من نجاحاتها وقوة شخصيتها، إلا أنها كانت تعتبر نفسها تابعة للفتاة الشقراء الطويلة الجذّابة (التي لم تحقق نصف ما حققته آيمي). وخير مثال على تسليع المرأة كان في الموسم السادس (الحلقة 20) عندما كان شيلدون وليونارد وراج يتنافسون للحصول على أستاذية ثابتة في جامعة كالتيك وعندما تحضر المجموعة اجتماع مجلس الإدارة، تصل بيني بلباس أسود ضيق وقصير وبحمّالة صدرية ترفع ثدييها بِنيّة استخدام جسدها كوسيلة إقناع للمجلس. وفي إحدى الحلقات، تشكو آيمي من أنها غير مرغوبة جنسياً، وأنها ذهبت مرة إلى حفلة شبابية في الجامعة واستيقظت بمزيد من الملابس عليها (حيث كانت ترجو أن تصحى عارية).