مسلسلات سوريّة خالدة... أعمال قاومت الزمن وبقيت في الذاكرة

20 اغسطس 2017
جمال سليمان ( العربي الجديد)
+ الخط -
بات الحديث عن تراجع وتدهور الدراما السورية، أمراً شائعاً في الشارع السوري وفي الأوساط الثقافية، والتي لم تكن يوماً ترى بالأعمال الدرامية التلفزيونية فناً يستحق المتابعة. واليوم، وبعد أن وصلت الدراما السورية لأدنى مستوياتها، يتطلع السوريون للمسلسلات السورية في عصرها الذهبي بحنين وشوق لإعادة أمجاد الماضي. ومن أبرز المسلسلات السورية التي ازدادت شعبيتها مع مضي الزمن.

الفصول الأربعة
من خلال عائلة دمشقية تضمُّ جميع الطبقات الاجتماعيّة، وبسياقٍ متصل/ منفصل، قدم المخرج حاتم علي، مسلسل "الفصول الأربعة"، على جزئين، ليختزل الحياة الاجتماعية في دمشق في التسعينيات. قدم الجزء الأول من المسلسل سنة 1999، والجزء الثاني منه سنة 2002، وهو من بطولة جمال سليمان وخالد تاجا وبسام كوسا ومها المصري وسلمى المصري وآخرون، وتشارك بكتابته دلع الرحبي وريم حنا.

الخوالي
كثيرة هي أعمال البيئة الشامية التي تمكنت من خطف قلوب الجمهور، ولكن يبقى "الخوالي" أحد أهم هذه الأعمال للعديد من الأسباب، فهو أول المسلسلات الشامية التي انفتحت فيها الحارات القديمة على الحياة خارجها، وتناولت فضاءات متعددة كالغوطة وطريق الحج في سياق درامي متقن؛ فـ"الخوالي" من الأعمال الشامية القليلة التي لم تقتل فيها النزعة المثالية التي نرغب بأن نصور فيها أحوالنا في الماضي على الخطوط الدرامية. ولكن أكثر ما يعيب المسلسل هو النهاية الدراماتيكية التي تجعل الأحداث تتشابك بطريقة مفتعلة لتنقذ حياة البطل "نصار بن عريبي". المسلسل أنتج وعرض سنة 2000، وهو من تأليف أحمد حامد، وإخراج بسام الملا.

كسر الخواطر
ليس هناك ما هو متميز على مستوى الحكاية، فحبكة المسلسل لا تتعدى مثلثات علاقات الحب التقليدية؛ ولكن ما يميز المسلسل فعلاً هو جمالية الأنماط التي أداها الممثلون في المسلسل، وخصوصاً شخصية "رمزية" التي أدتها أمل عرفة، وشخصية "سلطة" التي أداها مؤلف المسلسل محمد أوسو؛ ويتميز المسلسل أيضاً ببساطة الحوارات وعفويتها، فهو من المسلسلات النادرة التي صورت البيئة الشامية المعاصرة والمحافظة بلغة الشارع غير المتكلفة، دون إقحام الحس الثقافي المتعالي على الحارات الدمشقية الشعبية؛ فلا وجود لشخصية المثقف الحكيم الذي يقطن في الأحياء الفقيرة ويقدم مغزى المسلسل وآراء الكاتب المتعالية بطريقة مباشرة، وكذلك لم تصور المجتمعات السنية المحافظة في دمشق بوصفها حاضنة للتخلف. العمل عرض سنة 2006، وهو من إخراج نذير عواد.

بطل من هذا الزمان
قدم أيمن زيدان العديد من المسلسلات الكوميدية، التي تبرز الخلل بهيكلية الدولة من خلال الحياة الشخصية للموظفين؛ ومن أجمل هذه المسلسلات "بطل من هذا الزمان"، وتدور الأحداث فيه حول عائلة الموظف "سعيد النايحة"، الذي يعمل ليلاً نهاراً ليؤمن مصاريف عائلته، ويؤمن بأن حياة الموظف السوري تحتاج لحل جذري، كأن يربح ورقة "يانصيب" أو يعثر على كنز، فيمضي "النايحة" حياته ينحت بالأرض دون جدوى؛ ويتميز المسلسل أيضاً بالأنماط الجميلة التي أداها باسم ياخور وأيمن رضا وشكران مرتجى. والمسلسل قدم أول مرة سنة 1999، وهو من تأليف ممدوح حمادة، وإخراج هشام شربتجي.

ضيعة ضايعة
في ضيعة سورية عزلت عن كل مقومات العصر والحداثة، يعيش أبطال المسلسل حياتهم البسيطة والمثيرة؛ وفي سياق متصل - منفصل، تمت صياغة أروع اللوحات الكوميدية في سورية، بالاعتماد على أنماط متقنة قدمها باسم ياخور والراحل نضال سيجري؛ ويتميز المسلسل بحسه الساخر ونقده اللاذع لسياسة الدولة القائمة على القمع والعزل. وقدم الجزء الأول من المسلسل سنة 2007، والجزء الثاني سنة 2010، وهو من تأليف ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو.





أحلام كبيرة
في سنة 2004، قدم المخرج حاتم علي رائعته "أحلام كبيرة"، وهي دراما اجتماعية مبنية على الصراع بين الطموح الفردي والمصلحة الجماعية. وتميز المسلسل بمتانة الحبكة وجمالية القصة وأبعادها النفسية والواقعية، وساعدت كاميرات حاتم علي، التي دمجت بين المشاهد التمثيلية ولقطات من الشارع السوري، بأسلوب الواقعية الجديدة، على إضفاء نكهة خاصة للمسلسل. والعمل من تأليف أمل حنا، وبطولة بسام كوسا وسمر سامي وباسل خياط وقصي خولي ورامي حنا.

ذكريات الزمن القادم
هو أحد المسلسلات السورية القليلة التي تمكنت من استثمار الغموض لخلق دراما جيدة؛ وتدور أحداث المسلسل حول عودة "مطر"، جمال سليمان، إلى أصدقاء الماضي، بعد أن غاب لمدة عشرين سنة، واعتقد الجميع بأنه استشهد، ليزعزع "مطر" بعودته استقرار الشخصيات المزعوم، وينبش الماضي ويتحكم بالحاضر. قدم المسلسل سنة 2003، وهو من تأليف ريم حنا، وإخراج باسل حقي.

الموت القادم إلى الشرق
في التسعينيات، اجتاحت موجة الفانتازيا الدراما السورية، وأحب الجمهور هذا النمط من المسلسلات، ولا سيما سلسلة "الجوارح" وما تبعها؛ ويبقى أحد أفضل هذه الأعمال مسلسل "الموت القادم إلى الشرق"، والذي تدور أحداثه في مدينة آمنة، تستولي عليها مجموعة من قطاع الطرق، ويدمرون أمنها واستقرارها، وينتصر الخير على الشر في النهاية بطريقة فانتازية. قدم المسلسل سنة 1997، وهو من تأليف هاني السعدي، وإخراج نجدة أنزور، وبطولة جمال سليمان وسلوم حداد وأسعد فضة وسعد مينة.


الدغري
هو المسلسل الوحيد الذي جمع عمالقة الدراما السورية دريد لحام وجمال سليمان وأيمن زيدان في عمل واحد، وكان ذلك سنة 1992، قبل أن يتحول زيدان وسليمان لقطبي الدراما السورية في التسعينيات. وتدو أحداث المسلسل في ضيعة صغيرة تدعى "كوم الحجر"، وفيها يحاول "الدغري"، دريد لحام، أن يستغل بساطة الناس ليحقق مكاسب سلطوية ومادية. والمسلسل من تأليف رفيق الصبان، وإخراج هيثم حقي.


دلالات
المساهمون