مسلسلات روسية مدبلجة للهجة السورية... تحالف جديد

03 سبتمبر 2018
لا تحظى الدراما الروسية باهتمام عربي بسبب محلّيتها (يوتيوب)
+ الخط -
قبل أيام، أعلنت شبكة "أورينت شو تايم" عن ثلاثة مسلسلات روسية قصيرة ناطقة باللغة العربية، ستقوم بعرضها في شهر سبتمبر/أيلول الجاري على التوالي، على قناة "أو إس إن _ يا هلا"، وهي: مسلسل "تائهات" الذي بدأ عرضه أمس الأحد، ويتلوه مسلسل "عملاء" الذي يبدأ عرضه يوم 16 من الشهر الجاري، ومن بعده سيعرض مسلسل "أسرار وأكاذيب" ابتداء من 26 من هذا الشهر. وقد تم اختيار اللهجة السورية التي اعتدنا على وجودها في الدراما التركية لتكون اللهجة التي تتحدث بها الشخصيات في المسلسلات الثلاثة. تعد هذه الأعمال هي الأولى من نوعها، فلم يسبق أن دبلجت المسلسلات الروسية إلى اللهجة السورية سابقاً، ولا سيما أن الدراما الروسية لا تحظى بمتابعة عربية، كما أنها لا تحظى بذات الاهتمام والقيمة التي تتمتع بها الدراما الأميركية أو اللاتينية، أو حتى التركية، على المستوى العالمي. 

يتزامن عرض هذه المسلسلات مع الغزو الثقافي الروسي الذي بدأ بعد تدخل القوات الروسية عسكرياً في سورية. ففي العامين الأخيرين، بدأ الروس يدخلون في سوق الإنتاج الثقافي والفني العربي، فتم إنشاء موقع "المسكوبية" الإخباري الروسي، الموجه لمنطقة الشرق الأوسط باللغة العربية، وكذلك يتم التحضير لمسلسل وفيلم من إنتاج روسي - سوري مشترك؛ لتكون دبلجة المسلسلات الروسية خطوة جديدة يخطوها الروس في محاولة للسيطرة الثقافية على المنطقة.
وتتنوع الموضوعات التي تطرحها المسلسلات والأنماط التي تنتمي إليها؛ فمسلسل "تائهات" هو مسلسل اجتماعي، يروي قصة انهيار فتاة تكتشف خيانة زوجها لها بعد زواج دام 18 سنة، وبعد أن توفي زوجها بظروف غامضة، تلتقي زوجته الثانية، التي لم تكن تعلم بدورها بوجود الأولى، لتبدأ رحلة البحث المشتركة في ماضي العلاقة الثلاثية. وأما مسلسل "عملاء"، فهو مسلسل آكشن، يروي قصة حب تجمع بين معلم رياضيات ومعلمة علم أحياء، كلاهما بنفس الشعبية والعبقرية، ويعملان سراً كجاسوسين. وأما مسلسل "أسرار وأكاذيب"؛ فهو ينتمي لنمط الجريمة والإثارة، ويروي العمل قصة رجل سيئ الحظ، يُتهم بقتل طفل في الخامسة من عمره، يسكن بجواره، وهو الأمر الذي يدفعه للتخفي وخوض مغامرة لكشف الحقيقة.



ومن خلال الملفات التعريفية، تبدو مواضيع المسلسلات المدبلجة غير مقترنة بالسياسة، إلا أن هذه الخطوة التي تبدو كحصة ترفيهية لا أكثر، سيكون لها تداعيات في المستقبل القريب، وقد يتم تمرير رسائل سياسية تهدف للتطبيع مع الوجود العسكري الروسي في المنطقة من خلال الدراما.

وجدير بالذكر أن اللهجة السورية كانت قد استخدمت في البداية لدبلجة المسلسلات التركية، قبل أن تُستخدم لدبلجة الدراما الإيرانية والهندية على نطاق محدود. وفي بداية هذه السنة، أوقفت مجموعة "إم بي سي" عرض مسلسلاتها التركية، لتتجه شركات الدوبلاج السورية إلى مسلسلات أميركا اللاتينية، ولم تكن الدراما الروسية هي البديل الأول، رغم التحالف العسكري بين النظام السوري وروسيا؛ وذلك يعود إلى ضعف الدراما الروسية واقتصار حدودها على المستوى المحلي. إذاً، كيف يمكن التعويل على هذه الدراما لخلق حصة ترفيهية؟
دلالات
المساهمون