مسلح شاب يقتل تسعة في معهد تعليمي أميركي

02 أكتوبر 2015
وقفة بالشموع على أرواح الضحايا (GETTY)
+ الخط -

قالت السلطات إن مسلحاً فتح النار داخل معهد تعليمي في جنوب غرب ولاية أوريغون الأميركية أمس الخميس، فقتل تسعة أشخاص وأصاب سبعة آخرين، قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص، في أحدث واقعة قتل عشوائي داخل حرم جامعي في الولايات المتحدة.

وقتل المشتبه به في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في سنايدر هول بكلية أومبكوا في روزبرغ عقب الحادث، صباح أمس الخميس، ويقول شهود إن المشتبه به أطلق عشرات الرصاصات داخل حجرة دراسة مزدحمة بطلاب يصرخون.

ومذبحة روزبرغ هي الأحدث في سلسلة حوادث إطلاق نار عشوائي داخل كليات ودور للسينما وقواعد عسكرية وكنائس أميركية في السنوات القليلة الماضية.

وحادث أمس الخميس، هو الأكثر فتكاً هذا العام مقارنة مع الحادث الذي قتل فيه تسعة أشخاص في معركة بالأسلحة النارية بين راكبي الدراجات النارية في واكو بولاية تكساس في مايو/أيار، والتسعة الذين لقوا مصرعهم في هجوم على كنيسة للسود في تشارلستون بجنوب كاليفورنيا.

وأثارت حوادث القتل مطالبات بمزيد من السيطرة على الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، حيث يحمي التعديل الثاني في الدستور الأميركي ملكية الأسلحة النارية.

والجاني الذي قالت الصحافة الأميركية إنه يدعى كريس هاربر ميرسر (26 عاماً) أطلق النار داخل أحد صفوف كلية أومبكوا الجامعية في منطقة روزبرغ، ثم توجه إلى غرف أخرى، حيث قتل ضحاياه بشكل منهجي، بحسب شهود. 

وقال جون هانلين، مسؤول الشرطة المحلية في منطقة دوغلاس، إن 10 أشخاص قتلوا و7 آخرين جرحوا بعضهم في حال خطرة.


ووصف شهود عيان مشاهد الرعب والهلع في الكلية الواقعة في منطقة خلابة في أوريغون. وقال رجل جرحت ابنته في المجزرة لشبكة سي. إن إن.، إن المسلح الذي لم يكن يرتاد الكلية، أمر الطلاب بالوقوف إذا كانوا مسيحيين ثم أطلق النار عليهم. وقال ستيسي بويلان لسي. إن. إن.، نقلاً عن ابنته "كانوا يقفون ويقول لهم (جيد، لأنكم مسيحيون سترون الله في ثانية فقط)".

وقال إن ابنته التي نجت بعد أن تظاهرت بالموت أخبرته أن المسلح اقتحم الصف وأطلق النار على الأستاذ من مسافة قريبة.

وقالت الطالبة في أومبكوا، كاسندرا ويدلينغ، إنها سمعت بين 35 إلى 40 طلقة من صف ملاصق، وشاهدت زميلاً يصاب بطلق عندما فتحت الباب للتحقق من سبب الجلبة. وأضافت "ثم أقفلنا كل الأبواب وأطفأنا الأنوار. وكنا في حالة ذعر واتصلنا بخدمات الطوارئ وبأهالينا وقلنا لهم إننا نحبهم لأننا لم نكن نعرف ما سيحصل وإن كانت هذه كلماتنا الأخيرة".

ومتحدثاً أمام الصحافيين بعد حادث إطلاق النار في أوريغون، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحادث يجب أن يدفع الأميركيين إلى مطالبة المسؤولين المنتخبين بمزيد من السيطرة على الأسلحة النارية.



وأعرب أوباما عن غضبه وهاجم الكونغرس لعدم تحركه لمواجهة مثل تلك الحوادث. وقال "أصبح الأمر بشكل ما روتينيًا"، مضيفاً "فقدنا الإحساس تجاه ذلك". وأضاف "نحن الدولة المتطورة الوحيدة على وجه الأرض التي تشهد مثل هذه المجازر كل بضعة أشهر". وتابع "لا يجوز أن يتمكن الأشخاص الذي يريدون إلحاق الأذى بآخرين من الوصول إلى سلاح بهذه السهولة".



وقالت السلطات إن المحققين يقومون بفحص التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتقد أنها تعود لمطلق النار. وذكرت تقارير أنه قد يكون أعلن نيّاته على الإنترنت قبل تنفيذ المجزرة. وذكرت تقارير أخرى أن الشرطة ضبطت ثلاثة مسدسات وبندقية هجومية في موقع إطلاق النار، إضافة إلى هاتف خليوي يعتقد أنه لمطلق النار الذي كان يرتدي سترة مقاومة للرصاص.

وشارك أهالي المنطقة في تجمع مسائي على ضوء الشموع تكريماً لضحايا روزبرغ التي يرتاد عدد كبير من طلابها الكلية التي تضم 3,300 طالب. من جانبها قامت الشرطة بفرض طوق على شقة المسلح في وينشستر الواقعة على بعد نحو 8 كيلومترات إلى الشمال من روزبرغ، وتحدثت إلى الجيران والأقارب، بحسب سي.إن.إن.

وحوادث إطلاق النار في المعاهد التعليمية واقع يقلق حياة الأميركيين. وقامت منشآت تعليمية عدة في السنوات القليلة الماضية بتشديد اجراءات الأمن، خصوصاً في أعقاب مجزرة ساندي هوك في 2012، والتي قتل 26 تلميذاً وستة بالغين فيها بنيران آدام لانزا البالغ من العمر 20 عاماً.

ووقعت 142 حادثة إطلاق نار في مؤسسات تعليمية أميركية منذ مجزرة ساندي هوك، بحسب بيانات جمعها مركز ماس شوتينغ تراكر المتخصص في إحصاء هذه الحوادث.



اقرأ أيضاً: 
"تخيل أنك مسلم".. التحريض ضد مسلمي أميركا