انتقل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، للعاصمة العمانية مسقط، بحثا عن دعم للإعلان المشترك حول وقف إطلاق النار، وذلك على وقع تصعيد عسكري سعودي كبير لليوم الثاني على التوالي، واستمرار الضربات الجوية على مواقع مفترضة للحوثيين بصنعاء وعدد من المحافظات.
وذكرت وزارة الخارجية العمانية، في حسابها الرسمي على "تويتر"، أن الوزير يوسف بن علوي، التقى، الخميس، المبعوث الأممي، وأكد دعم السلطنة لجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي يحقق لليمن الأمن والاستقرار، دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وتعد مسقط من أبرز اللاعبين الإقليميين في الملف اليمني، كما تستضيف الوفد التفاوضي الحوثي بشكل دائم منذ أواخر العام 2018، والذي من المقرر أن يلتقيه "غريفيث" في وقت لاحق اليوم الخميس.
وقالت مصادر سياسية يمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن العاصمة صنعاء ستكون ثالث محطات غريفيث وذلك من أجل عقد لقاء مع زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي.
وكان غريفيث قد عقد آخر لقاءاته في الرياض، مع تحالف الأحزاب السياسية الموالية للحكومة الشرعية، بعد سلسلة لقاءات عقدها مع قيادات الدولة اليمنية ومسؤولين خليجيين.
وطالب المبعوث الأممي، الأحزاب اليمنية بدعم ما بات يعرف بـ"الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار الشامل باليمن"، بالإضافة إلى تدابير في الملف الإنساني والاقتصادي وصولا إلى التسوية السياسية الشاملة.
طالب المبعوث الأممي، الأحزاب اليمنية بدعم ما بات يعرف بـ"الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار الشامل باليمن".
وبالتزامن مع جولة "غريفيث"، كثّف سفراء الدول الكبرى من تحركاتهم لدعم خطة وقف إطلاق النار، حيث عقد السفير الأميركي لدى اليمن، كريستوفر هينزل، لقاء مع رئيس البرلمان اليمني، سلطان البركاني، كُرس لمناقشة عملية السلام، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية.
وحسب الوكالة، فقد أكد الجانبان "على أهمية دعم دور غريفيث لإنجاح عملية وقف إطلاق النار وخطة السلام الشامل القائمة على المرجعيات والقرارات الدولية، وكذا الوضع الإنساني والاقتصادي بما يحقق السلام والأمن والاستقرار لليمنيين".
وتأتي التحركات الدولية لإنعاش عملية السلام المتعثرة، على وقع تصعيد عسكري واسع للتحالف السعودي الإماراتي الذي شن نحو 80 غارة جوية على مواقع عسكرية مفترضة للحوثيين، منها 20 غارة اليوم الخميس على ضواحي صنعاء ومأرب.
واتهمت جماعة الحوثي، الخميس، التحالف السعودي باستهداف مخازن للمستلزمات الطبية التابعة لمستشفى 48 المحاذي لقاعدة عسكرية تابعة لها، وقالت إن الضربات الجوية أسفرت عن أضرار بالغة في المعدات الصحية وترويع المرضى.
ودانت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليا، بأشد العبارات، التصعيد العسكري للتحالف السعودي الإماراتي، واعتبرت أن ذلك "يتناقض مع ما يدّعيه التحالف من وقف لإطلاق النار الذي أعلنته الرياض، ويعمل بشكل واضح على إفشال الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لوقف إطلاق النار".
وقالت الخارجية الحوثية، في بيان نشرته وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للجماعة، إن التصعيد الجديد "يدل على عدم جدّية السعودية في تحقيق السلام ومضّيها في تحقيق أهدافها المتمثلة بتدمير اليمن واحتلاله ونهب ثرواته وتجويع أبناء الشعب اليمني".
وفيما زعمت أنها كانت صاحبة السبق بإعلان مبادرة السلام في سبتمبر/أيلول الماضي، أكدت الخارجية الحوثية أ نها على استعداد لتحقيق ما سمته بـ"السلام العادل والمشرّف"، مع تأكيد الاحتفاظ بحق الجماعة في الرد والدفاع عن النفس.
وكان المتحدث باسم التحالف السعودي، تركي المالكي، قد أرجع، في مؤتمر صحافي، صباح الخميس، تصعيدهم الأخير، إلى أنه جاء ردا على تهديد مليشيا الحوثي، مساء الإثنين الماضي، بإطلاق 4 صواريخ باليستية، أحدها إيراني، و8 طائرات مسيّرة على عدد من المناطق داخل المملكة ، وفقا لوكالة "واس" الرسمية.