يعمل أيمن وهدان، بمهنة "ماسح أحذية"، منذ أكثر من 30 عامًا، فهو لا يجيد غيرها، وكان يتكسّب منها ما يفيض عن حاجته المعيشية عندما كان دخله اليومي 15 جنيهًا، حينها كان سعر أسطوانة الغاز المنزلي لا يتعدى 3 جنيهات، اليوم متوسط دخله اليومي يصل إلى 40 جنيهًا، وأسطوانة الغاز تكلفه 80 جنيهًا، (بحسب مقارنته لمستوى المعيشة)، فأصبحت حياته سلسلة من الأزمات اليومية.
يقول وهدان لـ"العربي الجديد": "تراجعت أعداد الزبائن بشكل كبير بالمقارنة بسنوات مضت، نتيجة غلاء المعيشة، وعدم قدرة الناس على دفع جنيهين في تلميع الحذاء، وخاصة أن معظم زبائني كانوا من الموظفين، بالإضافة لانتشار الحذاء الكوتشي، القابل للغسيل، دون الحاجة لتلميعه".
ويشكو وهدان من ضيق الحال، فلديه 4 أولاد أكبرهم متزوج، معه في نفس الشقة (حجرتان وصالة)، وينفق عليه وعلى زوجته، إذ إنه يقضي فترة تجنيده في القوات المسلحة.
ويضيف: "أعطي زوجتي كل يوم 50 جنيهًا مصروفًا يوميًا، لتيسير الحال، وإذا لم تتيسر الأمور فأكتفي بـ 25 جنيهًا، وإذا تأزمت المسائل، نضطر للجوء للخبز الجاف، الذي وفرناه من الأيام الماضية ثم نبلله بالماء، ونعيد تسخينه على النار، ونتناوله مع القليل من الملح المخلوط ببعض التوابل".
ويشير إلى أنه في سنوات سابقة كان له "زبائن" يترددون عليه يوماً بعد يوم، أو كل أسبوع مرة، لكن بعد موجة الغلاء التي ضربت المصريين خلال السنوات الأخيرة، لم يعد هناك "زبون" دائم.
ويلفت إلى أن تلميع أحذية رجال القوات المسلحة أو الشرطة يكون له حساب خاص، فهم في الغالب يدفعون 5 جنيهات، وأحيانًا بعض رجال الشرطة لا يدفعون ولا قرشًا واحدًا، مستغلين سلطتهم.
ويوضح أنه حال مطاردة رجال البلدية يضطر لحمل صندوقه الخشبي والتجول في الشوارع، أو يتردد على بعض المقاهي، إذ إن غرامة إشغال الطريق تصل إلى 120 جنيهًا، ومصادرة أو تكسير الصندوق الخشبي.