يقع مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش شمالي شرق جامع أحمد بن طولون وسط القاهرة. ويحتوي المبنى على ضريح ومدرسة ومسجد يمكن رؤيتها من مئذنة جامع ابن طولون الدائرية، بينما مدخل المبنى موجود في شارع الصليبة.
أمر الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري ببناء المدرسة عام 1356م عندما كان يشغل منصب رئيس فيلق المماليك، وهو الذي بدأ حياته العملية في خدمة السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1337، وانتهى في عهد السلطان حسن. ووفقاً للمقريزي، المؤرخ المصري الشهير؛ فإن صرغتمش كان رجلا وسيماً ومتحمساً يقرأ القرآن يوميا ويتنقل بين علماء المذهب الحنفي لمناقشة الأمور الشرعية معهم.
افتتح الأمير سيف المدرسة التي سميت باسمه لتكون داراً لتدريس المذهب الحنفي السُّني برعايته، وسرعان ما أصبحت المدرسة مكاناً يأوي إليه الطلاب الحنفيون القادمون من بلاد فارس. ويذكر المقريزي أن الأمير كان يفضل الطلاب الأجانب بصورة أكبر على الطلاب المحليين، فكان يعلمهم قواعد اللغة بنفسه ويشجعهم داخل المجتمع المصري.
ازداد نفوذ صرغتمش في مصر في عهد السلطان حسن بن الناصر محمد، إلى الدرجة التي قيل فيها إنه أصبح الحاكم الفعلي لمصر من خلف الستار. عندما عاد صرغتمش من دمشق حيث كان هناك مع القوات المملوكية المصرية، وجد أن الوزير علم الدين عبدالله بن زنبر قد صادر كل ممتلكاته، وكان السلطان قد غضب على صرغتمش بسبب نفوذه المتزايد ونتيجة الوشايات، فأمر بالقبض عليه وألقي في السجن وانتهى به الأمر إلى النهاية التقليدية لغالبية المماليك؛ حيث قتل داخل سجنه.
اقــرأ أيضاً
يعد مسجد الأمير صرغتمش من النماذج المميزة للابتكار المملوكي في العمارة المصرية، فالمبنى على شكل متقاطع، أو كما يسميه المؤرخون صليبة، بسبب الإيوانات الأربعة المتقاطعة والتي كانت تحتوي على المدرسة والمسجد والضريح. يتوسط المسجدَ صحنٌ مكشوف تتوسطه فسقية تظللها مظلة على شكل قبة خشبية تحملها ثمانية أعمدة رخامية.
محراب المسجد يعد من البقاع الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية المعمارية، فالمحراب عبارة عن كوة نصف دائرية في الجدار الذي يحدد مكان القبلة، وتزين هذا الجدار ألواح من الرخام الأبيض نحتت فيها أنواطٌ تشمل منحوتات من الأرابيسك الرخام، ومصباحٌ وطيور وأيدٍ، وهي فريدة من نوعها بالنسبة للعمارة المملوكية وخاصة الطيور واليدين، فالمماليك عادة ما كانوا متشددين في تعقيد مسألة تصوير أشكال الحياة في زخارفهم ولوحاتهم. وقد أزيلت اللوحات من على الجدار في العصر الحالي ووضعت في المتحف الإسلامي حماية لها.
افتتح الأمير سيف المدرسة التي سميت باسمه لتكون داراً لتدريس المذهب الحنفي السُّني برعايته، وسرعان ما أصبحت المدرسة مكاناً يأوي إليه الطلاب الحنفيون القادمون من بلاد فارس. ويذكر المقريزي أن الأمير كان يفضل الطلاب الأجانب بصورة أكبر على الطلاب المحليين، فكان يعلمهم قواعد اللغة بنفسه ويشجعهم داخل المجتمع المصري.
ازداد نفوذ صرغتمش في مصر في عهد السلطان حسن بن الناصر محمد، إلى الدرجة التي قيل فيها إنه أصبح الحاكم الفعلي لمصر من خلف الستار. عندما عاد صرغتمش من دمشق حيث كان هناك مع القوات المملوكية المصرية، وجد أن الوزير علم الدين عبدالله بن زنبر قد صادر كل ممتلكاته، وكان السلطان قد غضب على صرغتمش بسبب نفوذه المتزايد ونتيجة الوشايات، فأمر بالقبض عليه وألقي في السجن وانتهى به الأمر إلى النهاية التقليدية لغالبية المماليك؛ حيث قتل داخل سجنه.
يعد مسجد الأمير صرغتمش من النماذج المميزة للابتكار المملوكي في العمارة المصرية، فالمبنى على شكل متقاطع، أو كما يسميه المؤرخون صليبة، بسبب الإيوانات الأربعة المتقاطعة والتي كانت تحتوي على المدرسة والمسجد والضريح. يتوسط المسجدَ صحنٌ مكشوف تتوسطه فسقية تظللها مظلة على شكل قبة خشبية تحملها ثمانية أعمدة رخامية.
محراب المسجد يعد من البقاع الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية المعمارية، فالمحراب عبارة عن كوة نصف دائرية في الجدار الذي يحدد مكان القبلة، وتزين هذا الجدار ألواح من الرخام الأبيض نحتت فيها أنواطٌ تشمل منحوتات من الأرابيسك الرخام، ومصباحٌ وطيور وأيدٍ، وهي فريدة من نوعها بالنسبة للعمارة المملوكية وخاصة الطيور واليدين، فالمماليك عادة ما كانوا متشددين في تعقيد مسألة تصوير أشكال الحياة في زخارفهم ولوحاتهم. وقد أزيلت اللوحات من على الجدار في العصر الحالي ووضعت في المتحف الإسلامي حماية لها.