تتواصل اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على حقول الزيتون الفلسطينية شمالي الضفة الغربية، إذ أحرق مستوطنون، اليوم الثلاثاء، عشرات أشجار الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس، بينما منعت قوات الاحتلال المزارعين في قرية كفر قدوم من دخول أراضيهم المزروعة بالزيتون.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، لـ"العربي الجديد"، إن "مستوطناً أضرم النار في حقول الزيتون في الأراضي الواقعة جنوب بورين، ما أدى إلى اشتعال نحو 80 شجرة زيتون، ومنع أمن المستوطنات طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من إخماد الحريق".
وأشار دغلس إلى أن المستوطنين واصلوا اعتداءاتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية على حقول الزيتون، إذ قاموا بسرقة محاصيل الزيتون وقطعوا عدداً من الأشجار، ومنع الاحتلال المزارعين من دخول أراضيهم قبل بدء موسم الزيتون في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتمت تلك الاعتداءات في قرى وبلدات كفر قدوم، وقصرة، وبورين، وياسوف، ويتما الواقعة في محافظات سلفيت ونابلس وقلقيلية.
وأوضح دغلس أن "قوات الاحتلال منعت، اليوم الثلاثاء، المزارعين من قطف ثمار الزيتون في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، بحجة قربها من مستوطنة قدوميم المقامة على أراضي الفلسطينيين".
على صعيد آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على جرافة أثناء عملها في منطقة عاطوف جنوب شرق طوباس، وفق الناشط الحقوقي عارف دراغمة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان إنه "عشية موسم قطاف الزيتون السنوي تصعد سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين ومليشياتهم المسلحة تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية، الهادفة إلى تهويد وأسرلة مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة المناطق المصنفة (ج)، وإلى ضرب مقومات الوجود والصمود الفلسطيني في تلك المناطق".
وأكد بيان الخارجية الفلسطينية أن "استهداف موسم قطاف الزيتون ومحاولات الاحتلال تخريبه سياسة ممنهجة بسبب ما يرمز له هذا الموسم من تمسك المواطن الفلسطيني بأرضه وإصراره على إحيائها بأشجار الزيتون التي تعتبر مقوماً مهماً من مقومات اقتصاد الصمود والبقاء الفلسطيني، ففي كل عام تتعرض أشجار الزيتون إلى حرب إسرائيلية شرسة، سواء من خلال إحراقها أو تقطيعها أو رشها بمواد مميتة وحرمانها من العناية التي تستحقها، كما تتعرض ثمار الزيتون أيضاً إلى عمليات تدمير وسرقة من قبل عصابات المستوطنين".
وقالت الخارجية: "هذا العام ومع بدء هذا الموسم المبارك وسعت سلطات الاحتلال من عمليات مصادرة الأراضي وتجريفها كما حصل مؤخراً في منطقة كريمزان في بيت جالا، وكما حدث شرق مدينة الخليل ويحدث بشكل شبه يومي في محافظة سلفيت، إضافة إلى تقطيع وتدمير عشرات أشجار الزيتون والعنب واللوزيات كما حصل مؤخراً في بلدة بورين شمال نابلس وغيرها من المناطق في طول الضفة الغربية وعرضها".
واستغربت الخارجية الفلسطينية صمت المؤسسات والمجالس الأممية المختصة، وخاصة المجلس العالمي للزيتون، على هذه الانتهاكات والجرائم التي تلاحق وتطارد لقمة عيش المزارع الفلسطيني، وحذرت من خطورة نتائج التعامل مع حرب الاحتلال على أشجار الزيتون كأمور اعتيادية لا تستدعي الوقوف أمام دلالاتها ونتائجها الخطيرة وانعكاساتها السلبية، خاصة ما يتعلق بضرب اقتصاديات المواطنين الفلسطينيين، وتحويل المزارعين الفلسطينيين إلى جيش احتياطي للعمل في دولة الاحتلال ودفعهم وأجيالهم إلى ترك وإهمال الأرض إن لم يكن هجرة الوطن، وضرب العلاقة التاريخية الصلبة بين المواطن الفلسطيني وأرض وطنه.