طالبت الفعاليات الطبية العاملة في مدينة حلب المحاصرة، الجهات المعنية والطبية الدولية بإسقاط المساعدات الطبية اللازمة على الأحياء الشرقية للمدينة جواً في حال عدم قدرتها على إدخالها عن طريق البر.
ووقعت المستشفيات المتبقية في المدينة على بيان أكدت فيه حاجتها الماسة للمواد الطبية؛ مطالبة بإدخالها على وجه السرعة، كما طلبت المواد الغذائية وحليب الأطفال للمحاصرين لتفادي الدخول في أوضاع المجاعة وسوء التغذية، إضافة إلى تأمين ممر إنساني آمن لإجلاء الجرحى والمرضى وإدخال المساعدات.
وأكد الموقعون استعدادهم لتزويد الجهات المعنية بقائمة المواد الطبية اللازمة، والتعاون مع أي مبادرة إنسانية جدية تهدف إلى إنقاذ الأرواح.
وذكر البيان، أن الأحياء الشرقية لمدينة حلب تتعرض منذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي، لعدوان لا مثيل له من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري، والذي يستهدف المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، كالصواريخ الارتجاجية والفراغية والبراميل المتفجرة، مشيراً إلى توثيق حالة هجوم بغاز الكلور استهدف حي الزبدية.
وأكد البيان أن الهجمة العسكرية الأخيرة تسببت بمقتل 400 مدني على الأقل وجرح نحو ألف مدني آخر، كما تسببت بأضرار في المشافي وخروج مشفى الصاخور عن الخدمة بشكل نهائي.
يقول أحمد الخالد، وهو أحد الممرضين العاملين في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفيات في المدينة تعمل بإمكانات بائسة، وهي بحاجة ماسة للدعم من حيث المواد والمعدات والآليات. لا يوجد أكثر من 10 سيارات إسعاف في كامل المدينة، وبما أنه لا يوجد محروقات، لا يجد المنقذون أو ذوو الجريح سيارة لنقله بسهولة. كثير من المصابين يصلون محمولين على الأكتاف وهم ينزفون، وفي حالات القصف الشديد لا تكفي الأسرّة الموجودة ولا عدد الكوادر والأطباء".
ويضيف الخالد "كثير من الأدوية لم تعد متوفرة، ونستخدم المواد الطبية المتبقية بحذر شديد ووفق مبدأ الأولوية. لدينا مشكلة المحروقات والمخزون المتوفر لن يكفينا طويلا، ونفاده يعني أن جميع المستشفيات باتت خارج الخدمة".
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد دقت ناقوس الخطر حيال الأوضاع الطبية في المدينة، وقال رئيس بعثة المنظمة إلى سورية، كارلوس فرانسيسكو: "يقولون لنا أرسلوا أي شيء لديكم. شاش معقم أو غير معقم. سنأخذ أي شيء وينقصنا كل شيء. لكن في هذه الظروف نجد أنفسنا عاجزين عن مساعدتهم".
وأضاف "لقد تخلى عنهم العالم. العالم كله يشاهد المدينة بينما يتم تدميرها، ولا يحرك أحد ساكناً لوضع حد لذلك".