مستشفى نابلس الحكومي..الأقدم في فلسطين وخطط لترميمه

ويُعد هذا المبنى القديم، من أول المستشفيات الفلسطينية التي تأسست على يد نخبة من رجال مدينة نابلس، وبإدارة الطبيب التركي نور الدين الكريدي.

ولا يزال مبنى المستشفى يحمل البصمة المعمارية العثمانية، فالأقواس في أروقته، والختم العثماني على مدخله الرئيسي، وحجارته القديمة أكثر ما يميزه، فضلاً عن وجود بعض المعالم التي لا تزال شاهدة على ذلك الزمن، لا سيما قبر الطبيب الكريدي، الذي امتدت إدارته للمستشفى آنذاك، 17 عاماً، قبل أن يُصاب بمرض ويُتوفى ويُدفن في ساحته.

وقال مدير المستشفى الحالي، عبد الله الخطيب، اليوم السبت: "منذ تأسيس المستشفى في العهد العثماني وبإدارة الطبيب الكريدي، كان مخصصا لعامة الناس ويخدم منطقة شمال فلسطين، وهو من أول المستشفيات في البلاد، وقد بُني على الطريقة العثمانية".

ولطبيعة البناء التاريخي القديم للمستشفى، أضحت هناك حاجة ملحة ليواكب المكان التطور، بما يتناسب مع احتياجات المرضى وتوفير خدمة طبية أفضل، ما دفع وزارة الصحة الفلسطينية إلى بحث إمكانية ترميمه برعاية تركية.

ويشرح الخطيب أن "المستشفى الوطني مركزي بتخصصاته الباطنية في شمال الضفة الغربية، وشاهد على عراقة البلد وتاريخه الممتد من الحقبة العثمانية، لذلك يجب الحفاظ عليه كشاهد تاريخي، فكانت فكرة ترميمه مع الحفاظ على الطابع التاريخي له، من خلال الجمع ما بين حداثة البناء وعراقة التاريخ".

ويشير إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية وإدارة المستشفى الوطني، تواصلتا مع وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" (تابعة لرئاسة الوزراء)، لبحث عملية ترميم المكان.

ويضيف أن المؤسسة التركية استجابت بدورها للدعوة، وزارت المستشفى، ممثلة برئيسها في فلسطين، بولنت كوزمار، وطاقم هندسي تركي جاء من أنقرة، متابعاً "ارتباطنا كفلسطينيين بالحكومة التركية وتعاونهم واهتمامهم بشعبنا وأرضنا كان دافعاً لنا للاهتمام بهذا المشروع".

وفي 21 يوليو/تموز الماضي، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، أنها بحثت مع "تيكا"، آليات البدء بتنفيذ مشروع ترميم وتجهيز المستشفى الوطني في نابلس، بقيمة مالية تصل إلى أكثر من 4 ملايين دولار أميركي.

وأوضح البيان أن الجانبين "بحثا البدء بأعمال ترميم وتجهيز المستشفى، وتم الاتفاق على المباشرة في وضع مخططات التصميم الهندسي للترميم، بما يضمن الحفاظ على الطابع التاريخي، ويجمع ما بين حداثة البناء وعراقة التاريخ".

الجدير بالذكر، أن تركيا تدفع بقوة نحو دعم قطاعات مختلفة في فلسطين، بينها القطاع الصحي ورفده بالكثير من المستلزمات.

وبدأ المستشفى الوطني الحكومي، منذ تأسيسه بتخصصات "الجراحة" و"الباطنة"، لغاية عام 1976، إلى أن تم بناء مستشفى "رفيديا" الحكومي في المدينة، فاقتصر الأول على علاج أمراض الباطنة.

ويصل عدد المراجعين في المستشفى إلى 130 ألف مريض سنوياً، بحسب مدير المستشفى عبد الله الخطيب.