مستخدمو "8 تشان" يهجرون لمواقع وتطبيقات جديدة

13 اغسطس 2019
محاربة العنصرية بعد إل باسو (مارك راسلتون/فرانس برس)
+ الخط -
ينتشر الأعضاء السابقون في منصّة "8 تشان" (8chan) اليمينيّة المتطرّفة، بعد إغلاقها، في محاولةٍ للعثور على مواقع يمينية جديدة، فيما يعتمد البعض الآخر على خدمات الرسائل المشفّرة ومنصّات الوسائط الاجتماعيّة الرئيسيّة.

وأغلقت منصة "8 تشان" الأسبوع الماضي، بعدما أنهت شركة الأمن الإلكتروني "كلاودفلير" التعاقد معها، عقب حادثة إطلاق النار الجماعي في إل باسو في تكساس. وارتبطت المنصّة بكتابات لمتطرّفين قبل ارتكاب جرائم القتل الجماعي، هذا العام.

بحسب "ذا غارديان" البريطانيّة، فإنّ من بين المواقع التي يبدو أن مستخدمي "8 تشان" ينتقلون إليها، موقع "غاب" Gab، وهو منتدى كان يستخدمه مطلق النار على كنيس في بيتسبرغ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018. وفي بيان له الأسبوع الماضي، قال "غاب" إنّه يضيف أكثر من ألف مستخدم جديد يوميًا في ظلّ حظر شركات التكنولوجيا الكبيرة الأشخاص.
وقال الموقع "كلّما شيطن الصحافيون شركات مثل (غاب) و(8 تشان)، كلّما تم دفعنا إلى المستقبل اللامركزي المفتوح المصدر".

كما ناقش مستخدمو "8 تشان" الانتقال إلى خدمات أقل شهرة. وقد يعود بعض المستخدمين أيضًا إلى "4 تشان" 4chan، وهي لوحة الرسائل الإلكترونيّة التي سبقت "8 تشان" وفرضت المزيد من القواعد على خطاب الكراهية. وبلغت حركة المرور إلى الموقعين ذروتها في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، أي اليوم التالي لإطلاق النار.

ووجدت "8 تشان" حياةً ثانية في أجزاء يصعب الوصول إليها من الإنترنت، إذ ظهرت نسخة طبق الأصل من المنصّة على شبكة الإنترنت العميقة (deep web، صفحات إنترنت غير مفهرسة تتطلّب متصفّحاً خاصاً للوصول إليها).

كما تمّ تطوير نسخة متطابقة من المنتدى على "زيرو نت" Zeronet، وهو بديل للويب المظلم (dark web) الذي يتطلب منك استضافة محتوى على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم. وليس واضحاً من يقف وراء إصدار "زيرو نت". وقال مسؤول في "8 تشان" إن موقع "زيرو نت" لم يتم بناؤه بواسطة فريق "8 تشان" الأصلي، وأضاف أنه "ليس لديه فكرة عن من قام بإعداده". وحذر الأعضاء السابقون في قناة "8 تشان" المستخدمين من أنّهم من خلال تنزيل "زيرو نت" قد يستضيفون عن غير قصد صور إساءة معاملة الأطفال على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

وقد توفّر منصات الرسائل المشفّرة طرقاً لتواصل مجتمع "8 تشان". وشهد تطبيق "تيليغرام" زيادة في الخطاب المتطرّف، في ظلّ هجرة المستخدمين إليها.

يقول الخبراء إن إغلاق "8 تشان" له آثار إيجابية وسلبية على حد سواء. إنّ إبعاد الموقع إلى الويب المظلم يجعله أقل سهولة بالنسبة للشخص العادي، ويصعب العثور عليه. لكن يمكن أن يزيد الأمر صعوبة في مراقبة الكلام الخطير، ويساعد على السماح لحركات الكراهية بالانتشار.
هذا ويمكن أن تلعب المواقع السائدة دورًا في تطرف المستخدمين: فقد تأثر حوالي 90 بالمئة من المتطرفين بين عامي 2005 و2016 بوسائل التواصل الاجتماعي، ومن هؤلاء 65 بالمئة استخدموا "فيسبوك"، وفقًا لتقرير صادر عن التحالف الوطني لدراسة الإرهاب والرد على الإرهاب.

ويبدو أن بعض مستخدمي "8 تشان" يتجمعون في أقسام التعليقات في مقاطع فيديو "يوتيوب"، وغيرهم في مجموعات "فيسبوك" الخاصة المكرسة لنظرية المؤامرة QAnon.

ويعدّ تتبع انتشار هذه المجتمعات أمرًا صعبًا، وقد ركزت شركات التقنية حتى الآن على إزالة الصور العنيفة، بدلاً من معالجة اللغة التي تؤدي إلى تطرف المستخدمين ببطء.

يقوم "فيسبوك" تلقائيًا بحظر الروابط من "دايلي ستورمر"، وهي لوحة رسائل إلكترونيّة يمينيّة بيضاء تم تفكيكها على نطاق واسع بعد أن كانت مرتبطة بالعنف في شارلوتسفيل في عام 2017، ولكن لا تزال الروابط من "غاب" و"8 تشان" و"4 تشان" مسموح بها.

وأبلغت متحدثة باسم "فيسبوك" الصحيفة بأن الشركة حظرت روابط لمواقع أخرى عندما ينتهك المحتوى معايير المجتمع على أساس كل حالة على حدة. في أعقاب جريمة إل باسو، قام "فيسبوك" بحظر الروابط إلى المواقع التي تحتوي على البيان الذي نشره مطلق النار.

وقال "يوتيوب" للصحيفة إنه يزيل التعليقات التي تنتهك إرشادات الموقع، لكن مقاطع الفيديو نفسها لا تزال قائمة. رفضت الشركة تحديد ما إذا كانت تخطط للتعامل مع مستخدمي "8 تشان" الذين ينتقلون إلى النظام الأساسي، بينما لا يزال "يوتيوب" يسمح بنشر روابط من "8 تشان" و"4 تشان" في أقسام التعليقات لمقاطع الفيديو.
المساهمون