مستجاب الابن: يتململ في جلباب أبيه

21 اغسطس 2014
"بائع الترمس" لـ كامل مصطفى (1917-1982)
+ الخط -
بعد مجموعتين قصصيتين ورواية للأطفال، ها هو محمد المستجاب الابن، نجل الكاتب المصريّ المعروف وسميّه محمد مستجاب، يصدر باكورته الروائية "العزف بمجدافين" (دار ليان، القاهرة) التي تدور أحداثها في الصعيد المصري، البيئة التي طالما احتضنت أعمال والده.

هكذا، يضع مستجاب نفسه في تحدٍّ كبير مع تجربة الأب، إذ سيبقى نتاج الشاب محل مقارنة لا مفر منها مع أعمال صاحب "اللهو الخفي"، ما سيضعنا أمام صراع أجيال في عائلة واحدة.

"العربي الجديد" سأل مستجاب عن سبب تورطه في الرواية علماً أن جل اهتماماته سينمائية وتلفزيونية، فأجاب: "أعرف جيداً ما فعله أبي، وكنت أريد أن أقدم أشياء في السينما أو التليفزيون، ولم أفكر مطلقاً في كتابة أي عمل إبداعي، رواية أو قصة. ولكن جملة قاتلة وجدتها في إحدى مقالات أبي دفعتني إلى خوض التجربة السردية، وهي قوله إنه حزين لأنه لم ينجب أديباً. لهذا قررت دخول عالم الكتابة وتغيير مجرى حياتي، ولهذا رفضتني الأسرة وبدأت الابتعاد عني".

ويتحدث مستجاب عن عبء اسم أبيه قائلاً: "كنت أرسل أعمالي إلى المسابقات الأدبية باسم محمد محمد أحمد، حاذفاً الكنية، ولكن، عند النشر أو الفوز، يعودون ويضعون اسم مستجاب. لا أعرف ما هي الخطوة القادمة للتخلص من هذا العبء، لكني أنوي منذ أعوام كتابة رواية جديدة عن المدينة، حتى لا أكون في هذا الخندق الذي حفره أبي".

 وعن تأثير صاحب "الحزن يميل للممازحة"، أباً وكاتباً، يقول الكاتب الشاب: "تأثرت به في كل شيء يخص الأسلوب والتفكير. هو الأول والآخِر أمامي. ولكنني، في الحقيقية، ما أزال مؤمناً بما كان يقوله من حيث أنه يجب على المرء أن ينجح في كل ما يفعله".

وتروي "العزف بمجدافين" سيرة هارون، وهو بحار وناقل ركاب بين ضفتي النيل، يعيش في قاربه، على شاطئ الترعة، ويقضي وقته في تحطيب الأشجار حيناً، وفي الصمت حيناً آخر، إلى أن يقتحم ركود حياته اغتيال صبرية على قاربه، ما سيبعده أكثر عن عالم قريته، ويشعره بمزيد من الحزن والوحدة.

وتتقاطع هذه القصة، إلى حد بعيد، مع السيرة الذاتية للكاتب. وهي انعكاس لما عاشه بعد وفاة والده، وشعوره بالفراغ الذي تركه. فما سنقرأه من مشاهد حجز وعجز عن التعبير يمر بها هارون، بطل الرواية، ما هي إلا ما عاشه مستجاب بعد رحيل والده.

المساهمون