وأصبحت جنوب أفريقيا التي كانت مركز مرض الإيدز على مستوى العالم صاحبة أكبر برنامج علاجي للمرضى عالمياً، حيث يتلقى 3.4 ملايين شخص العقاقير المكافحة للفيروس التي تمكن المتعايشين مع المرض من عيش حياة طبيعية.
والفارق كبير بين ما كانت عليه جنوب أفريقيا في عهد مبيكي عندما كان وزير الصحة يشيد بالبنجر والبطاطس الأفريقية لعلاج الإيدز وحين انسحب مئات المندوبين من مؤتمر بعد أن قال الرئيس إنّ الفقر قد يكون هو السبب الرئيسي للإصابة بالمرض.
وقال الدكتور جان باسيت الذي أسس مركز علاج فيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض الإيدز في مستوصف واتكوبين في جوهانسبرغ عام 1996 "كان المرضى يتساقطون مثل الذباب. كنا نعالجهم برعاية وحب وفيتامينات. لم يكن لدينا شيء".
وكانت المريضة ندلوفو تتلقى العلاج في المستوصف بعد تشخيص إصابتها بالفيروس عام 2002. ولم تكن تحصل سوى على الفيتامينات في بداية الأمر.
وبدأت ندلوفو التي يبلغ عمرها الآن 38 عاماً في تلقي العقاقير المكافحة للفيروس عام 2004 بعد أن بدأت حكومة مبيكي توفير العلاج لأصعب الحالات بعد قرار محكمة.
لكن الحظ لم يحالف الكثيرين من المصابين بالمرض في جنوب أفريقيا. وفي عام 2008 قدرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن رفض مبيكي تسبب في 330 ألف حالة وفاة على الأقل كان من الممكن تفاديها في النصف الأول من العقد.
ولم يحدث التحول الحقيقي إلا عندما جاءت قيادة جديدة للبلاد. فقد أطيح بمبيكي عام 2008 وفي العام التالي عين الرئيس الجديد جاكوب زوما طبيباً مرموقاً هو أرون موتسواليدي وزيراً للصحة.
وعلى الفور بدأ الوزير الجديد في توجيه اهتمام الحكومة لمكافحة المرض فأطلق حملة فحص على مستوى البلاد وتوسع في تقديم العلاج.
واليوم هناك سبعة ملايين من مواطني جنوب أفريقيا متعايشون مع المرض، أي 19 بالمائة من عدد السكان البالغين.
وبالنسبة لندلوفو وكثيرين غيرها أنقذت استجابة جنوب أفريقيا للمرض حياة الكثيرين أو غيرتها للأفضل.
ويناقش المشاركون في المؤتمر الدولي بشأن الإيدز -الذي يعقد في مدينة دربان الساحلية بجنوب أفريقيا الأسبوع المقبل- الهدف الطموح الذي اقترحه برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بالقضاء على المرض كأزمة صحية عالمية بحلول عام 2030.