مساعٍ كردية لترميم الخلافات الداخلية استعداداً لجولة مفاوضات مع بغداد

25 مايو 2020
البارزاني يتحضر لزيارة بغداد (Getty)
+ الخط -
قالت مصادر سياسية عراقية كردية في مدينة أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، إن الحزبين الرئيسين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني)، يخوضان حوارات مكثفة بهدف توحيد مواقفهما إزاء الأزمة الحالية مع بغداد، المتعلقة بإيقاف السلطات الاتحادية مرتبات موظفي الإقليم لإخلال أربيل باتفاق تسليم وارادت النفط إلى بغداد، فضلا عن ملف المناطق المتنازع على إدارتها وأبرزها كركوك، وملف الوزارات التي اعتبرت عرفا من حصة المكون الكردي في حكومة مصطفى الكاظمي الجديدة.

وتثقل كاهل كردستان أزمات، تنقسم إلى محورين، تتعلق بالخلافات الداخلية، خاصة بين الحزبين الرئيسين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، في مدينة السليمانية، فضلا عن خلافات الإقليم مع بغداد، وهي خلافات متراكمة منذ عدة دورات برلمانية تخص المناطق المتنازع عليها وملف الرواتب وغيرها من الملفات، التي تحتاج إلى موقف كردي موحد للتحاور مع حكومة الكاظمي بشأنها.

ووفقا لعضو في برلمان إقليم كردستان، فإن "اتصالات جرت بين قيادات في الحزبين الكرديين الرئيسين، خلال اليومين الأخيرين، لبحث الملفات العالقة فيما بينهما، بشأن المرشحين لوزارتي الخارجية والعدل في الحكومة الاتحادية ببغداد، وملف واردات النفط في الإقليم، وعدد من الملفات الأخرى، أبرزها الديون المتراكمة على حكومة الإقليم والبالغة أكثر من 27 مليار دولار، تتنصل بغداد منها وتعتبر أنها غير مسؤولة عنها وأنها اقتراض يتعلق بالإقليم"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الاتصالات جرت على مستوى عال بين قيادات الحزبين، وهناك توافق لبحث الملفات المختلف عليها، خلال الأيام المقبلة، والسعي لحسمها خلال عطلة العيد".

وأضاف أن "الطرفين يريدان ترميم العلاقات الداخلية، استعدادا للحوارات التي ستبدأ بين الإقليم وبغداد، بعد عطلة العيد، وأن يكون فيها موقف الكرد موحدا"، مشيرا إلى أن "الأحزاب الكردية موقنة أن الظرف الراهن يتطلب تجاوز الخلاف".

وأكد مسؤول آخر في السليمانية لـ"العربي الجديد"، بأن الحوارات ستشمل القوى السياسية الأخرى، مثل التغيير الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية والاتحاد الإسلامي الكردستاني، لافتا إلى أن "الأولويات الحالية لدى القيادات الكردية حل مشكلة إيقاف بغداد دفع مرتبات الموظفين لوجود آثار اجتماعية سيئة على المواطنين بسبب ذلك، فضلاً عن موضوع حصة الإقليم من الموازنة السنوية للعراق، وملف النفط".

ولفت إلى أن الأمم المتحدة قد تشارك عبر بعثتها في دعم فرص التوصل إلى خريطة تفاهم كاملة، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن "المفاوضات، إن انطلقت، لن تكون قصيرة أو سهلة بين بغداد وأربيل".

من جهته، قال رئيس المجلس السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، إن "الأوضاع التي يمر بها الإقليم هذه الأيام (أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية)، تحتم على قيادات الإقليم التوجه نحو اتخاذ قرارات جريئة بمكافحة الفساد وتطوير الشفافية والإصلاح في جميع مفاصل الحكومة"، مؤكدا على "أهمية أن "تكون جميع الإيرادات والموارد الطبيعية في خدمة شعبنا، وتوفير العيش الرغيد في الإقليم".

ودعا، في كلمة له نقلها عنه موقع الحزب، الأطراف السياسية بكردستان، إلى "الجلوس والعمل بشكل مشترك على حل المشاكل بدلا من الصراعات على المكاسب الحزبية، وألا يعملوا على تهديد بعضهم البعض من خلال القنوات الإعلامية، وأن يعملوا على إيجاد حلول جذرية لمشاكل المواطنين، لا أن ينشغلوا بالخلافات الجانبية وافتعال الأزمات".

ومن المقرر أن يجري وفد كردي رفيع المستوى برئاسة رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، زيارة قريبة لبغداد، وفقا لمصادر تحدثت سابقا لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أن الكرد يطمحون لأن تؤسس الزيارة لخريطة طريق مشتركة لتفكيك الملفات العالقة بين الطرفين.

النائب عن الحزب الديمقراطي، أحمد الصفار، قال إن "الوفد الكردي سيزور بغداد بعد عطلة العيد، لاستكمال مباحثاته السابقة مع الحكومة المركزية والشخصيات السياسية"، مبينا في تصريح صحافي، أن "الوفد سيلتقي كبار الساسة العراقيين، ويسعى للوصول إلى اتفاق نهائي فيما يتعلق باستحقاق الكرد المالي والاقتصادي وغيرها من الملفات الأخرى العالقة بين الإقليم وبغداد".

وأشار إلى أن "الوفد يحاول حل الكثير من الملفات المهمة، والتي نحتاج الى حلول عاجلة لها بأسرع وقت".

ويعوّل الكرد على علاقاتهم برئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في حل الملفات العالقة، والوصول الى تفاهمات مشتركة بشأنها، وقد أيد الكرد حكومة الكاظمي، على شروط محددة تتعلق بتلك الملفات.

المساهمون