في الوقت الذي تستمر فيه الانتقادات الإيرانية لعمليات "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، تحاول طهران من جهة أخرى طرح مقترح لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن.
فقد نقلت وكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف الذي يزور إسبانيا يحمل في جعبته مقترحاً من أربع مراحل يتعلق بالأزمة اليمنية، وهو يسعى للحصول على تأييد رسمي سياسي من عدد من الجهات الدولية.
وذكرت "رويترز" أن ظريف سيطرح مقترحاً لوقف إطلاق النار في اليمن أولاً، وفتح باب المساعدات الإنسانية ثانياً، ومن ثم تشكيل طاولة حوار يمنية يمنية، ليتفق الكل في النهاية على تشكيل حكومة ائتلاف وطنية يمنية.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، قد نقلت عن ظريف قبل مغادرته باتجاه مدريد قوله إنه سيبحث تطورات المحادثات النووية مع المسؤولين هناك، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما أنه بات الإرهاب يتهدد المنطقة بأسرها.
ومن الداخل الإيراني، كتب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، رسالة لنظرائه من رؤساء البرلمانات في عدد من دول العالم، ناقلاً فيها أن "إيران تطلب تعاوناً دولياً لإيقاف الضربات العسكرية على اليمن، ودعم الحوار بين كل الأطراف".
كذلك جاء في رسالته التي نشرتها المواقع الرسمية الإيرانية أن عمليات "عاصفة الحزم"، دمرت البنى التحتية اليمنية وأودت بحياة عدد من المدنيين الأبرياء"، مضيفاً أن "خطوة الرياض ما هي إلا عدوان على بلد مستقل"، مشيراً إلى أن "استمرار تأزم الأوضاع في اليمن سيهدد المنطقة والعالم ككل حيث سيساهم بانتشار الإرهاب والتطرف".
من جهته، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إنه "لا توجد أي قوات عسكرية إيرانية داخل الأراضي اليمنية، مطالباً السعودية وحلفاءها بإيقاف التدخل في اليمن"، معتبراً أن "ما تقوم به الرياض مصيره الفشل في النهاية".
ولم تبتعد تصريحات نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية، مسعود جزائري، عن هذا السياق، إذ قال إن "اليمنيين قادرون على مقاومة الهجوم السعودي، معتبراً أن السعودية لن تكون قادرة على احتواء الأزمة التي أشعلت فتيلها"، مطالباً "المنظمات الدولية باتخاذ خطوات قانونية لمحاسبة الرياض لخرقها الأعراف الدولية".
وفي الوقت الذي يستمر فيه تفاعل قضية الشابين الإيرانيين اللذين تعرضا لتفتيش جسدي في مطار جدة قبل أسبوعين تقريباً، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، في مؤتمر صحافي إن "القرار الإيراني بتعليق رحلات المعتمرين الإيرانيين إلى السعودية سيبقى قائماً إلى حين اتخاذ السلطات السعودية قراراً بمعاقبة الأفراد المسؤولين عن هذه الحادثة".
وطالب بعض نواب البرلمان الإيراني خلال جلسة علنية عقدت الثلاثاء، بأن تخفّض الخارجية الإيرانية مستوى التمثيل الدبلوماسي للسعودية في إيران، داعين المسؤولين في البلاد لمتابعة موضوع الشابين عن كثب لضمان محاسبة الفاعلين.
اقرأ أيضاً: مسؤول إيراني: "عاصفة الحزم" تهدد بتقسيم السعودية