وأفاد ناشطون معارضون، في حديث مع "العربي الجديد" من الغوطة بريف دمشق، أن "وفداً روسيا يعمل في المصالحات، زار يوم الجمعة الماضية، مدينة حرستا، حيث التقى عدداً من قيادات لواء فجر الأمة وجيش الفسطاط المكون حديثاً، إذ تم بحث فتح أتوستراد دمشق حمص، مقابل إدخال مساعدات إنسانية"، لافتين إلى أنه "من المتوقع أن يعلن عن التوصل إلى اتفاق رسمي خلال الفترة المقبلة".
وتأتي هذه المفاوضات في وقت قام النظام الأسبوع الماضي، بإغلاق طريق برزة، وفرض حصارا جديدا على أهلها، بعد أن كان قد وقع مع الفصائل المعارضة المسيطرة عليها هدنة قبل نحو عامين، علماً أن إغلاق طريق برزة يجعل الوصول إلى ضاحية الأسد، وهي مساكن عسكرية لضباط وأفراد بقوات النظام، أمرا أكثر صعوبة، في حين فتح الأتوستراد سيسهل الوصول إليها، ويختصر من المسافة والوقت للوصول إلى حمص.
من جانبه أكد المتحدث باسم "هيئة الأركان في جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، في حديث مع"العربي الجديد"، حدوث اللقاء في المنطقة الخاضعة لسيطرة لواء فجر الأمة والتشكيلات التي اجتمعت أخيراً تحت مسمى "جيش الفسطاط"، نافياً أن يكون "جيش الإسلام" على "علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. أو أن يكن لهم علم مسبق بالموضوع".
يأتي هذا فيما نشرت وسائل إعلام موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً قالت، "إنها من اللقاء الروسي مع قيادات الفصائل المسلحة"، مبينة أن "الهدف كان التوصل إلى اتفاق لفتح الأتوستراد".
اقرأ أيضاً: الإقليم الفيدرالي في سورية: هواجس لا تستثني الأكراد
ويرى ناشطون، تحدثوا مع "العربي الجديد"، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن هذه التحركات الروسية باتجاه حرستا المسيطر عليها من قبل "جيش الفسطاط" المكون من بقايا "أحرار الشام"، و"جبهة النصرة"، إضافة إلى "فجر الأمة"، والمقدر عدد مقاتليه بـ1500 مقاتل، ترمي إلى أكثر من فتح الأتوستراد الدولي، حيث يتم الحديث عن إغلاق معبر مخيم الوافدين-دوما، لإدخال المواد الغذائية ونقله إلى حرستا، ما يزيد الضغط على القيادة العسكرية الموحدة، المكونة من عدة فصائل أبرزها "جيش الإسلام ولواء الرحمن".
وأوضحوا، أن "هذه اللقاءات تغذي الصراعات بين الفصائل في الغوطة، حيث يتحكم فجر الأمة بالأنفاق الواصلة بين الغوطة والقابون وبرزة، ما يؤمن له موارد مادية كبيرة، عبر تجارة المواد الغذائية ونقل الأشخاص، الأمر الذي قد يكون دفع بالنصرة وأحرار الشام للقيام بهذا التحالف، في حين شاركت النصرة جيش الإسلام في وقت سابق الهجوم على فجر الأمة للسيطرة على الأنفاق إلا أنهما فشلا".
وأضافوا "اليوم يزيد من خطورة هذه التوجهات، مواصلة قوات النظام عملياتها، لقسم الغوطة إلى قسمين، ما يعني حصار القيادة العسكرية المشتركة بشكل خانق، وهي التي انضمت إلى هيئة التفاوض العليا، أو فتح معركة بين الفصائل في الغوطة تستنزف الطرفين".
يشار إلى أن الروس شكلوا فريقا خاصا بالمصالحات في قاعدة حميميم، وهي تنتهج السياسة ذاتها التي حاول العمل عليها النظام في السنوات الماضية، عبر عقد هدن تقوم على شق الصف بين الفصائل وتقوية فصيل على حساب آخر، من خلال إدخال المواد الغذائية له وجعله المتحكم الأساسي بالمعابر إلى المناطق المحاصرة.
اقرأ أيضاً: أسبوع محادثات جنيف: المعارضة السورية تعزز موقفها والنظام مربك