وحدت المؤسسات والمنظمات الإسلامية في فرنسا اليوم خطبة الجمعة في جميع المساجد، ومضمونها "إدانة الهجمات الإرهابية" التي شهدتها باريس يوم الجمعة الماضي. فقد أعلن كل من "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" و"المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، واللذين يمثلان معظم مراكز ومساجد البلد، أن "ما جعل فرنسا في حداد، يجعل مساجدنا أيضاً في حداد".
ووجه بيان صادر عن "اتحاد المنظمات الإسلامية" دعوة إلى جميع المساجد لتكريس استنكار الأحداث المأساوية التي شهدتها باريس، والمشاركة في صلاة الجنازة التي ستقام ترحماً على الضحايا المسلمين، والذين سقطوا في الاعتداءات.
وعبر "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، عن نفس الموقف، من خلال دعوته بدوره، لجميع المساجد التابعة له، إلى تخصيص خطبة الجمعة ليوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني، لما وصفه بـ"الأحداث المأساوية التي روّعت كافة الشعب الفرنسي". وقال المجلس "إن الأئمة مدعوون لقراءة النص الديني، بما يؤكد رفض المسلمين، بشكل لا يقبل المواربة، للإرهاب".
وأرود البيان ذاته "أن المسلمين يرفضون كل أشكال الإرهاب، والذي يمثل إنكاراً لقِيَم السلام والأخوة التي يحملها دينهم". كما يشدد على "أن مسلمي فرنسا مواطنون فرنسيون، بشكل كامل، ويشكّلون جزءاً لا يتجزّأ من الأمّة الفرنسية، وهم متضامنون مع المجموعة الوطنية".
ويضيف بيان المجلس أن مسلمي فرنسا "يعلنون عن تعلقهم الشديد بالميثاق الجمهوري، والذي يُوحد الجميع. ويعلنون انتماءهم الكامل إليه". وفي الأخير توجه المجلس بالدعاء لفرنسا بالقول: "يبتهل المسلمون إلى الله، الرحمن الرحيم، راجين منه أن يحفظ فرنسا ويبارك فيها. ويتمنون السلام والأمان والرفاهية لوطنهم".
اقرأ أيضاً: اعتداء وتهديد مساجد في كندا وأميركا بعد تفجيرات باريس
وجدير بالذكر أن عدداً من المساجد والمراكز الإسلامية تعرضت بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس لعمليات اقتحام من قبل الشرطة الفرنسية، عقب إعلان حالة الطوارئ، ولحقت ببعض منها أضرار بسبب عمليات الاقتحام، كما وقع في مسجد "أوبيرفيليي" بالضاحية الباريسية، حيث قدّرت خسائر التدخل الأمني الذي وصف بالعنيف بآلاف الدولارات. والتزمت الدولة الفرنسية، أخيراً، بتعويضها، بعد اعترافها بأن عمليات التفتيش لم تثمر عن أي شيء يُجرّم المسجد ومسؤوليه. كما وعد مسؤول الأمن فيليب غالي المسؤولين المسلمين بأن رجال الأمن سيحترمون "أماكن العبادة"، في أي تفتيش قادم.
وتعرض مسجد "السنة" في مدينة بريست (منطقة بروتاني)، هو الآخر، للتفتيش من قبل الشرطة، ولم يسلم منزل الإمام، رشيد أبو حذيفة، من التفتيش، أيضاً، على الرغم من قيام الإمام بإدانة الأعمال الإرهابية التي ارتكبت في باريس.
اقرأ أيضاً: الأئمة في أوروبا.. مشايخ فرنسا يواجهون خطر الترحيل