وقال مدير المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية، العميد بركاني بشير، في مؤتمر عقد في الجزائر حول "مبادرات السلام في مالي وليبيا" إن "التدخلات العسكرية خلفت نتائج سلبية وأثبتت عدم قدرة الخيار العسكري على إيجاد حلول للمشاكل التي تعرفها المنطقة وخاصة في ليبيا ومالي".
وأكد العميد بركاني أن "إخفاق هذه التدخلات دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن مقاربات الحل السياسي لهذه الأزمات، خاصة بعد نجاح المبادرة الجزائرية لإحلال السلام في شمال مالي".
من جهته، أكد اللواء زراد الشريف، رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الجزائري، خلال نفس المؤتمر، أن الجزائر عانت من ويلات الإرهاب لسنوات طويلة، ولذلك فهي حريصة كل الحرص على أمنها واستقرارها.
وأكد اللواء الشريف أن الجزائر تشدد على احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام وحدتها الترابية والوطنية والحوار السياسي بين جميع الأطراف الفاعلة من أجل تسوية الخلافات في مالي وليبيا وتفادي أي انزلاقات أمنية.
وأضاف المسؤول العسكري الجزائري أن "التحولات الاستراتيجية التي تعيشها منطقتنا حالياً وخاصة في ليبيا ومالي نتيجة التدخلات المستمرة والوضع الأمني والسياسي والاقتصادي بسبب ترابط الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها، أصبحت تشكل تهديداً فعلياً للأمن والاستقرار الجهوي وعائقاً لجهود التنمية، ما دفع بعض الدول من بينها الجزائر إلى التفكير في إيجاد الحلول الملائمة للخروج من هذه الأزمات".
وأكد أن "الإرهاب والجريمة المنظمة لا يعترفان بالحدود السياسية للدول ولا بالسلطات الشرعية القائمة ولا بالقيم الإنسانية، وهذه العدوى تنتقل من بلد لآخر من دون سابق إنذار، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل الاتصال الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الحديثة".