أدّت الأزمات السياسيّة والأمنيّة التي يتجه نحوها العراق، وعدم إمكانيّة إيجاد الحلول، وسيطرة جهات سياسيّة وحزبيّة على الحكومة ومركز صنع القرار السياسي إلى دخول البلاد في نفق مظلم، يصعب عليها الخروج منه.
كل هذا في ظل خلافات وانشقاقات داخلية، فضلاً عن تأثر البلاد بالصراعات في المنطقة، الأمر الذي ولّد حالة تشاؤم لدى سياسيين عراقيين، أكّدوا أنّ "العراق أصبح دولة فاشلة".
وقال القيادي الكردي محمود عثمان لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة اليوم ضعيفة جدّا، ولا تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة لإخراج البلد من أزماته الأمنية والسياسية، وهناك جهات تسيطر على عملها وتضغط باتجاه عدم اتخاذ أيّ قرار تراه غير مناسب ويختلف مع أجندتها السياسية، الأمر الذي جعل من القرار السياسي العراقي لا يصب بصالح البلد ولا المواطن، بل يصب بصالح جهات حزبيّة وسياسيّة، مّما تسبّب بفشل السياسة العراقيّة الداخليّة والخارجيّة".
اقرأ أيضاً: عمليات تغيير ديموغرافي في العراق تحت أنظار الحكومة
وأوضح، أنّ "السياسة الداخليّة فشلت من خلال عدم إمكانيّة الخروج من الأزمات والصراعات بين الأحزاب والكتل السياسيّة. أما فشل السياسة الخارجيّة، فإنّه يتمثّل بتأثّر العراق بالصراعات في المنطقة، وانقسامه كحكومة وكجهات سياسيّة وكمكونات، قسم يؤيّد هذه الدولة وقسم آخر يؤيّد تلك، مّما فاقم حدّة الأزمات في البلاد".
وأضاف المسؤول العراقي، أنّ "العراق اليوم أصبح بالتالي دولة فاشلة، وأنّ كل الذين انبروا لإدارة الحكم في البلاد بعد العام 2003 فشلوا فيه، ولم يستطيعوا تقديم شيء للبلد ولا للمواطن، كما لم يستطيعوا إدارة البلد بالشكل الصحيح"، وعليه، حسب المتحدث ذاته "نحن بحاجة إلى تغيير الوجوه التي تحكم البلاد بشكل كامل حتى يخرج البلد من مشاكله".
وأشار عثمان إلى أنّ "وضع العراق أصبح مؤسفاً للغاية، فقد أصبح بلداً معقّداً جدّا؛ لا سيادة له، بسبب تدخّلات خارجية من قبل الكثير من الدول منها إيران والولايات المتّحدة الأميركية وغيرها، لذلك أصبح العراق يعيش اليوم حالة فوضى وصراع وتتنازعه أجندات مختلفة"، مؤكّداً أنّ "الوضع في البلاد متجه نحو الأسوأ مع تصاعد حدّة الصراعات الطائفية والحزبية، وانعدام الثقة بين المكونات العراقية، فضلاً عن وجود مشاكل داخل المكونات نفسها فضلا عن الأزمة المالية الخانقة".
ودعا المسؤول العراقي، إلى "محاولة إيجاد حلول، وخلق جو من التفاهم بين الكتل السياسية، واللجوء الى الحوار العراقي/العراقي بعيداً عن كل الضغوط، ومحاولة إخراج البلد من هذا النفق المظلم والمستقبل الغامض".
اقرأ أيضاً: العراق: حملة تحريض من حلفاء إيران ضد السفير السعودي