وقال عضو لجنة الأمن البرلمانيّة، أحمد الجبوري، إنّ "داعش استطاع التغلب على كثير من الجيوش في دول عدة، وإنّه يمتلك خبرة كبيرة في إدارة حرب العصابات"، مؤكّداً "معركتنا ضده شرسة وصعبة للغاية".
وأضاف الجبوري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "المؤسسة العسكريّة العراقيّة بحاجة الى استراتيجيّة جديدة في حربها ضد التنظيم، ويجب أن يضع هذه الاستراتيجية مختصون وذوو خبرة في المجال العسكري، وألاّ توضع بصورة عشوائية حتى لا نخسر الوقت".
ودعا الى "إعادة النظر في الخطط العسكرية كافة وفي التسليح، إذ من غير الممكن الاستمرار في المعركة ضد التنظيم وفقاً للخطط التقليدية المعتمدة والأسلحة غير المتطورة"، مشدّداً "نحن بحاجة إلى سلاح نوعي عن الأسلحة التقليدية المستخدمة في المعارك".
وأضاف "أساليب المعركة التي تعتمدها القوات العراقية أصبحت، اليوم، غير مجدية، وتحتاج الى تطوير مستمر وفقاً لرؤيا أمنية حقيقية معتمدة على الوقائع الميدانية لأرض المعركة".
وأشار الى أنّ "داعش يحاول جر القوات العراقية الى معركة استنزاف، ويجب على القائمين على المؤسسة العسكرية، أن يعوا خطورة ذلك، وأثره على سير المعارك، وأن يجروا كل التغييرات الضرورية ليفشلوا خطط التنظيم".
اقرأ أيضاً: العبادي يحيل رئيس أركان الجيش العراقي إلى التقاعد
من جهته، قال الضابط في الجيش العراقي، وهو برتبة مقدم يدعى سلام الخزرجي، إنّ "سير المعارك ضد تنظيم داعش أثبت أن القوات العراقيّة بحاجة الى تنظيم صفوفها قبل البدء في أي معركة".
وأوضح الخزرجي لـ"العربي الجديد" أنّه "لا توجد، اليوم، سلطة لقائد في الجيش العراقي على الفصائل المقاتلة، ولا حتى على القوات التابعة له"، مبيناً أنّ "قادة المليشيات المنضوية في الحشد الشعبي هم، اليوم، أقوى وأكثر صلاحية من قادة الجيش، ولهم أجندات لا تتوافق مع أجندات المعركة، الأمر الذي حرف مسارها الحقيقي".
وأضاف أنّ "الجهد العراقي مشتت، فعلى الرغم من الحاجة لإدامة زخم المعركة بفصائل مقاتلة، فإنّ فصائل الحشد تحسب على القوات المقاتلة لكنّها لا تقاتل وفقاً لمعطيات المعركة ووفقاً لرؤية القادة الميدانيين، وتأتمر بإمرة في سد ثغرات المعارك، الأمر الذي أثر على سير المعارك بشكل عام، وتسبب في الخسائر المتلاحقة للقوات العراقية في جبهات عدة وآخرها جبهات الأنبار".
وأشار الضابط، الى أنّ قادة الجيش العراقي محبطون جداً، من عشوائية التنظيم والتخطيط الذي يفرض عليهم من قادة المليشيات، والذي يفتقر للرؤيا الحقيقية لميدان المعركة"، مؤكداً أنّ "الاستمرار بهذا النهج في المعارك سيمنح داعش فرصة كبيرة لتوسيع دائرة سيطرته على جبهات أخرى".
وحمّل، الحكومة العراقية "مسؤوليّة كل ذلك، من خلال فرضها زج الحشد الشعبي في المعارك ودعمها له مادياً ومعنوياً".
يشار الى أنّه بعد عام على دخول تنظيم "داعش" العراق وسيطرته على عدد من المدن العراقية، تؤشر معطيات المعركة تقدّماً كبيراً للتنظيم، وأنّه أصبح أكثر قوة وشراسة مّما مضى، ويؤكّد ذلك أنّه استطاع إسقاط محافظة الأنبار والسيطرة عليها.
اقرأ أيضاً: "حشد وطني" وأسلحة تركية لدعم عملية تحرير الموصل