وقال هوف في مقال له نشرته مجلة "نيوزويك"، اليوم الثلاثاء، إن "التدخل البري في سورية لا مفر منه لإنجاح خطة أوباما القائمة على مسارين، الأول لغرب سورية ويتمثل في جهد دبلوماسي للتسوية السياسية، من خلال محادثات جنيف المرتقب استئنافها منتصف الشهر الجاري، والثاني لشرق سورية ويتمثل في جهد ميداني لإضعاف وتدمير تنظيم (الدولة الإسلامية)".
ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق، والباحث حالياً في مركز رفيق الحريري بمعهد أتلانتيك كاونسيل للأبحاث، أن القيام بحملة برية شاملة ضد "داعش" في شرق سورية، لن يقوض محادثات التسوية السياسية بل يتكامل معها، على حد قوله.
لافتاً إلى أن استبعاد تنظيم "جبهة النصرة" من المفاوضات، أدى إلى إطلاق يد التنظيم وانتهاك وقف إطلاق النار.
وتابع هوف، أن الجهد المكثف على المسار الدبلوماسي لا يقابله جهد حقيقي على الأرض لتحقيق هدف المسار الثاني المتعلق بالقضاء النهائي على "داعش".
اقرأ أيضاً: "الشبكة السورية": النظام ألقى 1286 برميلا متفجرا الشهر الماضي
وأشار الباحث الأميركي إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، لديها قناعة بأن تنظيم الدولة الذي يتخذ من مدينة الرقة السورية منطلقاً له، يخطط لتنفيذ هجمات مشابهة لهجمات باريس داخل الولايات المتحدة، وعندها لن يكون أمام الإدارة الأميركية سوى الرد بحرب برية شاملة، إلا إذا كانت الإدارة تفترض مسبقاً بأن تنظيم "داعش" سيفشل في تنفيذ هجماته المتوقعة.
ويعتقد فريدريك هوف، أن ما يثني الإدارة الأميركية عن استباق الأحداث وشن حملتها البرية الحتمية على "داعش"، هو مخاوفها من استحقاقات ما بعد الحرب فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وإدارة شؤون المدنيين، فضلاً عن وجود تصور سائد لدى الإدارة، بأن تحقيق مثل هذا الهدف لا يمكن أن يقوم به سوى السوريين أنفسهم.
أما هوف فإن لديه رأياً مخالفاً لرأي الإدارة الأميركية، استمده من متابعته للتقارير الواردة من بعض المناطق في سورية، والتي قال عنها، إنها تبرز "تدهور الأوضاع فيها، وقد وصلت إلى درجة أن سكانها لم يعد يهمهم من هي الجهات التي ستنقذهم من معاناتهم طالما أن نظام الأسد غير مشترك مع تلك الجهات".
وخلص الدبلوماسي والباحث الأميركي إلى أن عملية برية أوروبية عربية بمشاركة أميركية، هي الحل الأمثل، لإيجاد موطئ قدم لقيادات المعارضة السورية، تمهيداً لانتقالهم من تركيا إلى سورية، والعمل على توفير البدائل للسكان في مرحلة ما بعد القضاء على "داعش".
أما إشراك النظام السوري في العمليات الجارية، فمن وجهة نظر الكاتب، لن يؤدي إلا إلى فقدان الأمل لدى السكان، لأن حجم المذابح والجرائم التي ارتكبها نظام الأسد ضدهم، لا تترك أبداً مجالاً لاستمرار النظام أو إعطاء الأسد أي دور في رسم مستقبل سورية.
اقرأ أيضاً: الجيش التركي يقصف مناطق لـ"داعش" داخل سورية