وبالإضافة إلى فاوتشي، أجاب ثلاثة من كبار مسؤولي الملف الصحي في إدارة ترامب بـ"كلا" ومن دون أي تردّد، رداً على سؤال وجهه إليهم عضو في لجنة برلمانية حول ما إذا طلب الرئيس إبطاء وتيرة إجراء فحوص كشف الإصابة بفيروس كورونا. والمسؤولون هم مدير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد، ومساعد وزير الصحة الأميركي بريت جيرور، ورئيس وكالة الغذاء والدواء ستيفن هان.
ولاحقاً، أكد البيت الأبيض أن ما قاله ترامب كان على سبيل المزاح، علماً أن الرئيس الأميركي عاد وأكد، الثلاثاء "أنا لا أمازح"، موضحاً أن "إجراء مزيد من الفحوص يكشف مزيداً من الإصابات".
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تسجيلاً للوفيات والإصابات بـ"كوفيد-19"، وقد تخطّت الحصيلة المسجّلة على أراضيها 120 ألف وفاة و2,3 مليون إصابة.
ورفعت ولايات أميركية عدة تدابير الإغلاق. أما نيويورك، المدينة الأكثر تضرراً من الوباء، فاتّخذت الإثنين خطوة إضافية في هذا الاتجاه بإعادة فتح المؤسسات التجارية غير الأساسية. لكن ولايات عدة في جنوب البلاد وغربها تسجل ارتفاعاً في أعداد الإصابات بالوباء.
واعتبر فاوتشي أن "الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين" في التصدي لتزايد الإصابات. وخلافاً لوجهة نظر ترامب الذي يعتبر أن تزايد الإصابات هو نتيجة لزيادة الفحوص، يعتبر خبير الأمراض المعدية أن ارتفاع نسق الإصابات ناجم عن عوامل عدة، بينها "العدوى" في مكان الإقامة، مؤكداً أن "هذا الأمر يثير قلقه".
Twitter Post
|
ومن دون الإشارة صراحة إلى التجمّع الانتخابي في تولسا، قال فاوتشي: "يجب ألا تشاركوا في تجمعات حاشدة". وتابع أنه يجب وضع كمامة خلال "تظاهرة أو اجتماع"، علماً أن تجمعات عدة نظّمت في الولايات المتحدة منذ قضية جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى اختناقاً خلال توقيفه على يد شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 مايو/ أيار.
وذكّر فاوتشي بأن البلاد لا تزال في خضم الموجة الأولى من الجائحة، متوقعاً تسجيل "إصابات بفيروس كورونا في الخريف والشتاء لأن الفيروس لن يختفي". وقال إنه لم يجرِ أي حديث مباشر مع ترامب منذ "نحو أسبوعين ونصف".
وقال مساعد وزير الصحة في الجلسة، وفق "فرانس برس"، إنّ الولايات المتحدة أجرت حتى الآن أكثر من 27 مليون فحص لكشف الإصابة بـ"كوفيد-19"، موضحاً أن الوتيرة الحالية تراوح بين "400 و500 ألف فحص في اليوم، وهذا العدد سيواصل الارتفاع". وأكد جيرور أنّ البلاد ستكون قادرة على "إجراء 40 إلى 50 مليون فحص في الشهر بحلول الخريف".
وشدّد الخبراء الصحيون، في إعلان مشترك، على أن التحديات التي تفرضها الجائحة "متعددة" و"تاريخية"، معتبرين أن "هذه الجائحة أصابت كل الأميركيين". واعتبروا أنه في حال تفشى فيروس كورونا والإنفلونزا الموسمية معاً في الشتاء المقبل، فإن هذا الأمر "من شأنه أن يحمّل النظام الصحي أعباء هائلة".
وقال فاوتشي: "نحن متفائلون بحذر" في ما يتعلّق بالأبحاث الجارية لإيجاد لقاح، مكرراً أمله في أن يصبح اللقاح متاحاً للأميركيين "بنهاية العام" الحالي أو مطلع العام المقبل.
ترامب: جدار المكسيك أوقف "كوفيد-19"
في غضون ذلك، أشاد ترامب، الثلاثاء، بفعالية الجدار المبني على جزء من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مؤكداً أنه مفيد للغاية، وخصوصاً في مواجهة "كوفيد-19"، وفق ما ذكرته "فرانس برس".
وشرح ترامب، خلال طاولة مستديرة في مدينة يوما في ولاية أريزونا، لمناسبة الانتهاء من بناء 200 ميل من الجدار (322 كيلومتراً): "إنه أقوى جدار (..) موجود في العالم. يتمتع بتكنولوجيا لا تُصَدّق". وشدد على أن هذا الجدار المثير للجدل، مفيد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكنه أثبت أيضاً أنه فعال للغاية في مكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، قائلاً: "لقد أوقَف كوفيد-19، لقد أوقَف كل شيء".
Twitter Post
|
وأشار ترامب إلى أن هناك في كاليفورنيا على سبيل المثال، مناطق ينتشر فيها الفيروس بشدة من الجانب المكسيكي. وقال: "لو لم يكن لدينا جدار، لكان الوضع كارثياً".
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت، الإثنين، أنّ ترامب سيتوجّه، الثلاثاء، إلى الحدود الجنوبية للبلاد للاحتفال بانتهاء أعمال تشييد قسم من الجدار الذي أمر ببنائه على الحدود مع المكسيك، لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتّحدة.
Twitter Post
|
والرئيس الجمهوري، الطامح للفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، يسعى إلى إعادة الزخم لحملته الانتخابية وتعزيز رصيده لدى ناخبيه بعدما تضاءل بسبب الأزمات التي استجدّت في الأشهر الأخيرة (جائحة كوفيد-19، أزمة البطالة، حركة الاحتجاج ضدّ عنف الشرطة والعنصرية...).