وتشير آفاق الاقتصاد العالمي إلى تصاعد التوترات التجارية التي تهدد وتزعزع الثقة في الأعمال وقرارات الاستثمار، فيما تفضل العديد من البلدان مقاربة إقليمية للتجارة، بدلاً من الاعتماد على اتفاقيات عالمية متعددة الأطراف.
وقد ازدادت اتفاقات التجارة التفضيلية خلال 20 سنة إلى ما يقارب 300 في عام 2018، وهي ميزة رئيسية في مشهد سياسة التجارة العالمية، ويقود الاتحاد الأوروبي سياسة توسّع وتحديث واسعة النطاق، لشبكة اتفاقات التجارة التفضيلية الشاملة القائمة لديه، وفي آسيا وأفريقيا يتم توطيد التعاون الاقتصادي الإقليمي.
يقول وزير التجارة والصناعة القطري، علي بن أحمد الكواري، خلال جلسة "آفاق التجارة الدولية والاستثمار"، "يجب أن ننظر إلى منظمة التجارة العالمية ليس كقواعد ثابتة، لأن العالم يتغير، وينتقل إلى اقتصاد المعرفة" موضحاً أن فكرة المنظمة الدولية تقوم على "الإنصاف".
أما الأستاذ في جامعة لوزان ستيفان غايرللي، فيطالب منظمة التجارة العالمية بإصلاح نفسها، لأن العالم في جلّه يعيش "محلياتيا"، حسب قوله، والكثير من الناس يفكرون في المعادلة الصفرية.
بدوره، يرى نائب رئيس الجمعية الاتحادية الألمانية لغرف التجارة والصناعة، فولكر تراير، أن منظمة التجارة العالمية "كبش فداء للعيوب التي لحقت بنا وعدم قدرتنا على اجتيازها"، لافتاً إلى البون الشاسع بين العولمة والدول ذات الحجم الصغير، "فالشجرة الكبيرة تحتاج إلى جذور ضخمة"، على حد قوله.
وفي السياق تطرق وزير التجارة القطري، خلال الجلسة ذاتها إلى الحصار الجائر المفروض على بلده من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، وأكد أن أداء الاقتصاد القطري خلال سنة ونصف السنة من الحصار كان ممتازاً، مشيراً إلى أنّ نمو الاقتصاد بلغ 22 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي، وزادت التجارة بنسبة 16%.
وأكد الكواري أن قطر أنجزت الكثير وحققت خلال الحصار ما كان يستغرق تحقيقه 30 عاماً.
وفي إطار جهودها لكسر الحصار غير القانوني، أعلنت وزارة التجارة والصناعة خلال عام 2018، البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع دعوى قضائية جديدة لدى جهاز تسوية النزاعات التابع لمنظمة التجارة العالمية، ضدّ انتهاكات المملكة العربية السعودية لحقوق الملكية الفكرية العائدة لمواطنين وهيئات قطرية.
وسعت قطر للانفتاح الاقتصادي وتوسيع علاقاتها الدولية، على الصعيدين التجاري والاستثماري، وإبرام اتفاقيات ثنائية مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم بدوره في ارتفاع حجم التبادل التجاري لقطر مع العديد من دول العالم.
ورداً على سؤال حول التوقع بحلّ واقعي للأزمة الخليجية والحصار، قال الكواري، من الصعب التوقع لكن موقف قطر واضح وصريح، وهو الانفتاح على الحوار بطريقة منصفة وعادلة وعلى قاعدة احترام سيادة كل دولة، مضيفاً: "قطعنا شوطاً طويلاً سواء بقي الحصار أم رفع في الغد أو بعد 10 سنوات لا مشكلة.. إذا استمر الحصار فلا بأس".