وقال مصدر دبلوماسي مصري إن الاجتماع شهد استطلاع رؤية حمدوك للدور الذي يجب أن يلعبه السودان قريباً، في الوساطة بين مصر وإثيوبيا لحل قضية سد النهضة، مع التأكيد على تمسك مصر بالقواعد التي تم الاتفاق عليها في مفاوضات واشنطن الأخيرة، قبل انقلاب إثيوبيا على المسار التفاوضي.
وأضاف المصدر أن المسؤولين المصريين دعوَا حمدوك لزيارة القاهرة في القريب العاجل، للتباحث بشكل أوسع حول شروط السودان للانضمام لمصر في التوقيع على مسودة اتفاق تشغيل وملء السد، التي ترفض إثيوبيا التوقيع عليها حتى الآن.
وبحسب بيان مشترك صدر بعد الاجتماع، أكد كل من السودان ومصر تمسكهما بمرجعية مسار واشنطن، الخاص بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وما تم التوافق عليه، بما يشمل إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في العام 2015.
وتناول اللقاء، بحسب البيان ذاته، المستجدات على الساحة الإقليمية، وأوجه التعاون الثنائي بين السودان ومصر في مختلف المجالات، وتطورات ملف سد النهضة.
وأشار إلى أن الاجتماع ناقش كذلك، ترتيبات الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة وأديس أبابا قريبا.
وكان حمدوك قد أعلن الشهر الماضي نيته التوجه إلى مصر وإثيوبيا لإحياء المفاوضات، لكن أديس أبابا مازالت ترفض جميع ما انتهت إليه مفاوضات واشنطن.
وتتمسك إثيوبيا بما تصفه بـ"حق شعبها في استغلال موارده الطبيعية" بإنشاء سد النهضة وإنجاز بنائه في الشهور المقبلة، بالتوازي مع بدء حجز المياه عن السودان ومصر لملء بحيرة السد للمرة الأولى في يوليو/تموز المقبل بنحو 4.9 مليارات متر مكعّب من المياه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقبيل انطلاق الاجتماعات الفنية الحاسمة برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، صرح نائب مدير مشروع السد بيلاتشو كاسا، لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، بأن عملية الإنشاء تتقدم دون أي تباطؤ "كما كان من قبل"، وأنه تم بالفعل الانتهاء من لوح الوجه الخاص بسد السرج، وهو سد الخرسانة للوجه الصخري، الموجود على يسار السد الرئيسي.
وأضاف أنه للحفاظ على سلامة تدفق المياه، تم إنجاز العمل في جانب المجرى ليصبح السد قادرا على توفير الطاقة المطلوبة حتى 100 عام، حيث سيضم السد ثلاثة مجار للمياه، بما في ذلك مجرى مائي في وسط السد الرئيسي، وممر للفتحات (قناطر) يمكن أن يسمح بأكثر من 14 مليون متر مكعّب من المياه، وممر للطوارئ في الجانب الأيسر من سد السرج.
وتجادل مصادر مصرية بأن إثيوبيا قد لا تستطيع فنيا البدء في ملء الخزان في الموعد المأمول بسبب عدم جاهزية الجسم الخرساني للقطاع الأوسط من السد حتى الآن، والمفترض أن يتم الانتهاء منه قبل شهرين على الأقل من بدء الملء، أخذا في الاعتبار أن الحكومة الإثيوبية أعلنت أن السد تم إنجازه بنسبة 70% فقط، علما بأن مصر كانت تتمنى البدء السريع في فترة الفيضان والرخاء الحالية في نهر النيل.