مزيج من العادات في رمضان جنوب أفريقيا
عصام سحمراني
صحافي لبناني، سكرتير تحرير مساعد في الصحيفة الورقية لموقع "العربي الجديد".
حول العالم، تحتفظ العائلات المسلمة بكثير من الاحترام والإجلال لشهر رمضان. في منطقة الكاب في جنوب أفريقيا، تجد العائلات في هذا الشهر المبارك فرصة لتعزيز الروابط بين المسلمين بحسب موقع "بي آر آي".
ترتدي فالديلا آبرامز وزرة وردية فوق ملابسها، بينما تقطع الجزر والكزبرة والسبانخ من أجل الحساء. تتوقف قليلاً وتقول: "سأضيف قليلاً من الماء لا غير، لا أريد للحساء أن يكون خفيفاً".
تنتهي من ذلك وتضع القدر على النار، ثم تحول انتباهها إلى وعاء كبير مليء بعجين سيتحول بعد القلي الجيد بالزيت المغلي إلى فطائر رائعة المذاق. رمضان الكاب مزيج من الثقافات التي تضفي نكهات طعامها على مائدة الإفطار. تقول فالديلا: "ولدت وعشت في الكاب، وكذلك ولدت أمي هنا، لكنّ جدي الأكبر كان من اليمن، وجدتي الأكبر من إنكلترا. كذلك، تزوجت جدتي من رجل جاءت عائلته من جاوة، إندونيسيا. لذلك، فإنّنا نتعايش مع مزيج ثقافي متنوع".
زوج فالديلا أيضاً له أصول إندونيسية. وطوال أجيال باتت هذه المنطقة بالنسبة إلى المسلمين وطناً لا غنى عنه. ومن المعروف أنّ الاستعمار الهولندي جلب كثيراً من أهالي ما يسمى حالياً إندونيسيا كعبيد، في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وخلال فترة الفصل العنصري كان الجزء الذي يعيش فيه المسلمون من الكاب معروفاً باسم "كاب ملايو"، للدلالة على العرق الأصلي الذي تحدر منه أهل المنطقة، والمنتشر حالياً في إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وسنغافورة، فيما يعدّ في جنوب أفريقيا بحسب الإحصاءات أكثر من 200 ألف نسمة.
اقــرأ أيضاً
مع اقتراب الغروب، تحضّر فالديلا بعض الأطباق التقليدية التي تعود إلى الملايو، بما فيها "داتشي" وهي فطائر سبانخ ملايوية، والسمبوسك (معجنات) الهندية. يتوقف الجيران عند مطبخها، ويتركون طروداً من الحلويات، بينما ترسل بدورها ابنتها الصغرى، روشانا، إليهم لتسليمهم صحوناً من الفطائر أيضاً. تقول عن ذلك: "يبدو أنّنا في الكاب أقرب إلى عائلة كبيرة واحدة، وخلال كلّ أيام رمضان يستمر تبادل المأكولات والحلويات بين الجيران".
صحيح أنّ فالديلا تعدّ الإفطار اليومي، وبعد الرجوع من المسجد تعدّ طعام السحور الخفيف، لكنّ ذلك لا شيء أمام أيام رمضان الأخيرة. مع اقتراب عيد الفطر لن تنام إلّا قليلاً، فالتحضيرات له كثيرة وتتجاوز اليوميات باتجاه الطبخ وإعداد الحلويات لما يصل إلى 16 ساعة يومياً من دون توقف، والهدف دائماً الاحتفال الكبير والحفاظ على هذه الروابط مع العائلة والجيران والأصدقاء.
ترتدي فالديلا آبرامز وزرة وردية فوق ملابسها، بينما تقطع الجزر والكزبرة والسبانخ من أجل الحساء. تتوقف قليلاً وتقول: "سأضيف قليلاً من الماء لا غير، لا أريد للحساء أن يكون خفيفاً".
تنتهي من ذلك وتضع القدر على النار، ثم تحول انتباهها إلى وعاء كبير مليء بعجين سيتحول بعد القلي الجيد بالزيت المغلي إلى فطائر رائعة المذاق. رمضان الكاب مزيج من الثقافات التي تضفي نكهات طعامها على مائدة الإفطار. تقول فالديلا: "ولدت وعشت في الكاب، وكذلك ولدت أمي هنا، لكنّ جدي الأكبر كان من اليمن، وجدتي الأكبر من إنكلترا. كذلك، تزوجت جدتي من رجل جاءت عائلته من جاوة، إندونيسيا. لذلك، فإنّنا نتعايش مع مزيج ثقافي متنوع".
زوج فالديلا أيضاً له أصول إندونيسية. وطوال أجيال باتت هذه المنطقة بالنسبة إلى المسلمين وطناً لا غنى عنه. ومن المعروف أنّ الاستعمار الهولندي جلب كثيراً من أهالي ما يسمى حالياً إندونيسيا كعبيد، في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وخلال فترة الفصل العنصري كان الجزء الذي يعيش فيه المسلمون من الكاب معروفاً باسم "كاب ملايو"، للدلالة على العرق الأصلي الذي تحدر منه أهل المنطقة، والمنتشر حالياً في إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وسنغافورة، فيما يعدّ في جنوب أفريقيا بحسب الإحصاءات أكثر من 200 ألف نسمة.
مع اقتراب الغروب، تحضّر فالديلا بعض الأطباق التقليدية التي تعود إلى الملايو، بما فيها "داتشي" وهي فطائر سبانخ ملايوية، والسمبوسك (معجنات) الهندية. يتوقف الجيران عند مطبخها، ويتركون طروداً من الحلويات، بينما ترسل بدورها ابنتها الصغرى، روشانا، إليهم لتسليمهم صحوناً من الفطائر أيضاً. تقول عن ذلك: "يبدو أنّنا في الكاب أقرب إلى عائلة كبيرة واحدة، وخلال كلّ أيام رمضان يستمر تبادل المأكولات والحلويات بين الجيران".
صحيح أنّ فالديلا تعدّ الإفطار اليومي، وبعد الرجوع من المسجد تعدّ طعام السحور الخفيف، لكنّ ذلك لا شيء أمام أيام رمضان الأخيرة. مع اقتراب عيد الفطر لن تنام إلّا قليلاً، فالتحضيرات له كثيرة وتتجاوز اليوميات باتجاه الطبخ وإعداد الحلويات لما يصل إلى 16 ساعة يومياً من دون توقف، والهدف دائماً الاحتفال الكبير والحفاظ على هذه الروابط مع العائلة والجيران والأصدقاء.
دلالات