تباهى مزارعو العنب الفلسطينيون بمحصول وفير هذا العام، نظراً لأنّ إجراءات العزل العام التي اتُخذت للحد من تفشي فيروس كورونا، منحت كثيرين منهم وقتاً إضافياً لرعاية مزارعهم في الضفة الغربية المحتلة.
لكن الاضطرابات الاقتصادية التي تسببت بها الجائحة قلصت المبيعات وأحبطت أسواق المزروعات في الخليل التي تعتبر سلة غذاء المنطقة.
وقال المزارع محمد عبد اللطيف جلك، وهو يطوي لفائف الملبن المصنوع من العنب المجفف: "السنة الموسم كويس، والشتاء كان كويس، والعنب كله كويس بس فش سوق، فش سوق، لأنه المرض اللي أجا هذا هو الي نكد على الناس".
واعتبر نور الدين جرادات، رئيس الغرفة التجارية الصناعية الزراعية في شمال الخليل، أنّ الجائحة "جعلت الكثير من الناس يعتنون بأراضيهم أكثر فأكثر، وبالتالي زادت كميات الإنتاج وبجودة عالية أيضاً، ولكن مع الأسف الشديد كان هناك إخفاق في موضوع التسويق".
وأضاف أنّ "هذا الأمر له مجموعة من الأسباب، أولاً ضعف القدرة الشرائية عند الفلسطيني نتيجة ظروف مالية معينة، أيضاً الإغلاق الذي تم في المناطق من ناحية تصدير واستيراد كان سبباً آخر، وكذلك الكمية الكبيرة من الإنتاج، بما يعني أن السوق أُغرق بالعنب في فترة ذروة الإنتاج".
وبسبب نقص الزبائن، قال منتصر الجعبري، وهو تاجر فواكه، إنّ سعر العنب الذي كان يباع بعشرة دولارات للصندوق انخفض إلى نصف هذه القيمة.
وحذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن الجائحة تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالفعل في الأراضي الفلسطينية، حيث بلغ معدل البطالة في 2019 نحو 33%، ومن المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بما بين 3% و4.5% هذا العام.
(رويترز)