بين أقفاص خشبية تضم أنواعاً مختلفة من الحَمام، ينقل بائع الحمام ومربيها محمد الرقب عبر هاتفه المحمول المتصل بالإنترنت، بثاً مباشراً لما لديه من حمام مستورد ومحلي لبيعه عبر المزاد العلني، آملاً تسويق ما لديه ووصوله إلى الزبائن بوسيلته الخاصة.
ويشترك مع محمد في مشاهدة البثّ عبر الإنترنت المئات من الهواة والباعة، وأصبح مكانه بمثابة سوق لبيع الحمام بمختلف أنواعه، الذي بات ضعيفاً في الفترة الأخيرة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها الفلسطينيون.
ويشير الرقب في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه توجه إلى هذه الطريقة لأنها تفتح الباب على مصراعيه أمامه، لبيع الحمام بأسعار ربما تصل لأكثر من ألف دولار لزوج الحمام في أغلب الأوقات، مبيناً أنّ طريقته الجديدة في البيع عبر المزاد مكّنته من التعرف إلى الكثير من مربي الحمام وفتحت له باب التواصل الشعبي مع الهواة.
ويفرد الرقب جزءاً من وقته يومياً للتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي في سبيل البيع والشراء، ويعتبرها منبراً مهماً لإنعاش سوق الحمام.
وإلى جواره يجلس رامي أبو شقرة (44 عاماً)، يراقب أنواع الحمام التي وصلت إليه للتوّ من أحد المربين. ويشير إلى أنه يهوى تربية الحمام منذ 30عاماً، ويركز على تربية الحمام المستورد ومنه الصيني والألماني والبلجيكي وأنواع يطلق عليها أسماء "كشكات"، و"بلون منفاخ"، و"هومر"، و"مودينا".
ويتحدث أبو شقرة لـ"العربي الجديد" عن فكرة المزاد قائلاً: "لجأنا لها نظراً للحالة المزرية التي تعيشها غزة، إذ تشهد طريقة المزاد إقبالاً كبيراً يفوق الخيال من حيث البيع والشراء والتبادل بين المواطنين".
ويبين أن البيع بالمزاد العلني عبر الإنترنت زاد من كمية البيع، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى انخفاض أسعار الحمام وأوصل بعض الأصناف إلى أسعار منخفضة، مشيراً إلى أنهم مضطرون للمغامرة.
ويلفت إلى أنهم يقومون بإيصال الحمام الذي يتم بيعه عبر المزاد إلى المنازل، بعد تلقي بيانات الشارين عبر البث المباشر والتأكد من أنهم جادّون في الشراء. ويقول بأنه والرقب تمكنا من بيع زوج حمام بلجيكي أصفر اللون بمبلغ وصل إلى 4200 شيكل (1200 دولار أميركي)، فضلاً عن بيع نوع آخر يطلق عليه "مودينا شادي أميركي" بمبلغ وصل إلى 1500 دولار.
ويقضي الرقب ومجموعة من زملائه من مربي الطيور ساعات طويلة على الإنترنت حتى الانتهاء من بيع الكميات المطلوبة، معبرين عن أملهم فتح السوق العالمية أمامهم، من أجل مساعدتهم على التواصل مع نظرائهم من العرب.
وتمكن الهواة في غزة المحاصرة من الوصول إلى العديد من الهواة والمربين من قطر ومصر والأردن والبحرين ودول أخرى، من أجل تبادل المعارف في ما بينهم في سبيل معرفة الأنواع المختلفة من الحمام.