مريم موسى التي عاشت بين أشجار الزيتون في لبنان

15 يوليو 2016
تذكر يوم هجّرت من أرضها (العربي الجديد)
+ الخط -
سنوات كثيرة مرّت وتأبى الحاجة مريم موسى نسيان يوم هجّرت وعائلتها من فلسطين. ما زالت تذكر تفاصيل الاعتداءات على شعبها وأرضها. تتحدر من بلدة الخالصة في فلسطين. تذكر لجوءها إلى لبنان، ثم إلى دمشق، قبل أن تعود مجدداً إلى لبنان. يحزنها أنها لا تذكر الكثير عن بلدتها، فقد كانت في الثانية عشرة من عمرها حين خرجت من فلسطين.

تقول موسى، والتي تعيش اليوم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب لبنان): "كنّا نعتاش من أرضنا. كان أهلي يعملون في الزراعة، ولم نكن نحتاج لأي شيء". تروي: "تزوجت حين كنت في الثانية عشرة من عمري، وأنجبت ابنتي عائشة في فلسطين. بعدها، بدأ الاحتلال الصهيوني لبلدتنا. هربنا وتركنا كلّ ما نملك حتى لا نتعرض لأذى. لا أتذكر غير أنني وزوجي وابنتي الصغيرة خرجنا من فلسطين وتوجهنا إلى جنوب لبنان مع عدد كبير من العائلات الفلسطينية. وصلنا إلى بلدة حولا (جنوب لبنان) سيراً على الأقدام، وجلسنا تحت أشجار الزيتون. عشنا فترة بين الأشجار في هذه المنطقة، قبل الانتقال إلى سورية".

تتابع: "بعد ذلك توجهنا إلى بانياس سيراً على الأقدام. وطلب منا أحد الأقارب المبيت عنده تلك الليلة، فقد كنا متعبين جداً. في اليوم التالي، ذهبنا إلى الزبداني أيضاً سيراً على الأقدام. مكثنا هناك بعض الوقت. وبعدما بدأت أحوال الفلسطينيين في لبنان تتحسّن، عدنا مجدداً وعشنا في مخيم عين الحلوة".

تشير موسى إلى أنها قضت عمرها كلّه في مخيم عين الحلوة بعيداً عن فلسطين. ذاقت مرارة العيش في الخيام "في الصيف كنا نعاني بسبب الحر. وفي الشتاء تغرقنا الأمطار. لم نكن نستطيع النوم، وكنا نفتقد الإحساس بالأمان". تشير إلى أن زوجها كان يجهد لتأمين لقمة العيش، علماً أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت تقدم بعض الخدمات، على غرار الطعام. ترى أن "بعض الدول باعونا للصهاينة في مقابل المؤونة وبعض الفراش". وعن التعليم، تلفت إلى أن بعض الشباب الفلسطينيين كانوا يعلّمون الأولاد في الخيام.

بعدما لجأت إلى لبنان، عاشت أياماً صعبة "الصهاينة لم يتركوا الشعب الفلسطيني يعيش في أمان". ومن بين ما تتذكّره القصف على المخيم ومواقع الفدائيين واجتياح بيروت في عام 1982. تضيف: "بعدما هدأ القصف، عدنا إلى المخيم وكانت البيوت قد سويّت بالأرض". في لبنان، أنجبت تسعة أبناء. وما زالت تتمنى العودة إلى فلسطين "عشنا غرباء، ولا نريد أن نموت غرباء".

المساهمون