مريم فخر الدين: سنة على رحيل "الأميرة إنجي"

03 نوفمبر 2015
مريم فخر الدين (فيسبوك)
+ الخط -

خلال إحدى المقابلات التلفزيونية، استنكرت مريم فخر الدين الألقاب التي تطلقها الصحافة على الفنانين، فقالت عن لقب سيدة الشاشة الذي احتكرته فاتن حمامة "هي السيدة؟ واحنا إيه؟ الجواري؟".

لم يأت اعتراض مريم فخر الدين إلا ليفتح النقاش مطولاً حول زمن عجّ بالممثلات من الطراز الأول، ابتداءً من فاتن حمامة، مروراً بهند رستم وسعاد حسني وشادية وماجدة، حتى مريم فخر الدين، أو "الأميرة إنجي"، كما كان يحلو للنقاد تسميتها.

لم يكن يتصور البعض أن مريم فخر الدين تلك الرقيقة صاحبة المعالم الهادئة، ستنقلب في كبرها إلى مهاجم شرس للوسط الفني. لم ينج أحد من هجوم مريم فخر الدين إعلاميًا في شيخوختها: أم كلثوم وعبدالحليم وحتى يوسف شاهين طاولهم الانتقاد. كأن الأميرة إنجي حملت غبناً ما في رحلتها الفنية الطويلة، وأرادت أن تخرج ما في جعبتها عن عالم تعتقد أنه أدار ظهره لها.

الألقاب نفسها لم تبتعد عن فخر الدين، فهي من أُطلق عليها لقب "مارلين مونرو الشرق"، وذاك لظهورها في الفترة نفسها. فخر الدين خرجت إلى الشاشة مع غيرها من الممثلات اللواتي وصفن بالجميلات، أمثال ليلى فوزي وهند رستم وبرلنتي عبدالحميد. كانت مريم فخر الدين تحمل معالم الوجه الغربي، وذاك يعود لأمها الهنغارية الجنسية.

صعود نجم مريم فخر الدين كان في فيلم "رد قلبي" عام 1957. كانت حينها في الـ24 من عمرها، وظهرت في دور الأميرة إنجي التي تعشق ضابطاً في الجيش "شكري سرحان" ثم يلتحق الأخير بالضباط الأحرار ليكون المسؤول لاحقاً عن مصادرة أموال أبيها مع اندلاع ثورة 1952.

فتح "رد قلبي" باب الشهرة والسينما للفتاة التي أتقنت لعب دور أميرة وبنت باشا. لكن الفيلم رسم وحدد أدواراً معينة للفنانة الشقراء. من الممكن القول إن مريم فخر الدين لم تكن لتؤدي أدواراً كهند رستم أو سعاد حسني رقصاً واستعراضاً، وبقيت في إطار "المعشوقة الجميلة" أو اللايدي، رغم ذلك احتلت مساحة جيدة من تاريخ السينما المصرية وذاكرتها.

انقلاب "الأميرة" على تاريخ السينما مع تقدم سنها لم يكن عبثياً. كانت موجة التكريم للممثلات بحجم فاتن حمامة وسعاد حسني تتجلى بوضوح أمام غيرهن من بنات الجيل السابق. كانت صرخة مريم فخر الدين السليطة أحيانا للقول "نحن هنا". صرخة وصلت حتى يوسف شاهين الذي قالت عنه "مخرج سيئ ولا أحب طريقة عمله". وطاولت الجيل الذي أتى بعد بنات جيلها، فوصفت نبيلة عبيد بالانتهازية.

قد يختلف البعض على أداء مريم فخر الدين واستغلال الشكل الجميل، إنما لا يمكن إنكار حضورها الفريد. وجه مريم فخر الدين كان غلاف مجلة "إيماج" الفرنسية ذات يوم كأجمل وجه. هذا الوجه الحسن لا يتقدم على ذاكرة أفلام وإنتاج سينمائي استمر أعواما طويلة بدون توقف. للأميرة نصيب من الذاكرة في نوستاليجيا الأبيض والأسود، كما لـ"رد قلبي" الفيلم الذي كان مصنفاً كالفيلم رقم 13 من لائحة أفضل 100 فيلم مصري في مئوية السينما المصرية عام 1996.

اقرأ أيضاً: 10 نجمات عربيات لم تزدهنّ عيوبهنّ إلا جمالاً

دلالات
المساهمون