لم تستسلم الشابة الليبية جميلة المغربي، المنحدرة من بنغازي، إحدى ضحايا الدم الملوث بـفيروس الإيدز، للظروف الصحية الصعبة، ولا لنظرات المجتمع ومحاولات الإقصاء، واستطاعت تحويل محنتها إلى منحة، واليوم هي من أهم المتطوعين لنشر الوعي حول المرض والتعايش معه.
وجميلة ضحية من ضحايا قضية الممرضات البلغاريات عام 1998، التي تورطت فيها خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني كانوا يعملون في مستشفى الأطفال في بنغازي، واتهموا بحقن 426 طفلاً ليبياً بدم ملوث بفيروس الإيدز، واستمرت القضية التي أخذت أبعاداً دولية من سنة 1989 إلى 2007 عندما قرر نظام معمر القذافي الإفراج عن الممرضات والطبيب، بعد أن حكم عليهم القضاء الليبي بالإعدام، بسبب تدخلات مكثفة من الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من الظروف الصحية والاجتماعية المحيطة، شكّلت جميلة نموذجاً فريداً للتعايش مع الإيدز، ومع المجتمع الذي ينظر إلى حامله على أنه شخص غير سوي أخلاقياً وغير مسموح له بالاندماج.
استطاعت هذه الشابة التي تحدثت لـ"العربي الجديد" تجاوز محنة الانطواء والانعزال، وقررت أن تكون عنصراً فعالاً، وانخرطت في معركة الدفاع عن حقوق المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة والتوعية بالمرض، وكيفية الوقاية منه، وقامت بتقديم حملات توعية حوله بعد التحاقها بالهلال الأحمر الليبي بمدينة أجدابيا حيث سكنها.
وقدمت جميلة في هذا الإطار العديد من المحاضرات للمدارس والمعاهد لتثبت أن مريض الإيدز يمكن أن يكون عنصراً فعالاً في خدمة مجتمعه.
وقادت جميلة حملات عدة لتشجيع المرضى على الفحص المبكر والتوجه إلى مركز العلاج الذي يساعد المتعايشين على الحفاظ على حياتهم، والوقاية من مضاعفات المرض والتعايش معه، وتأهيل المتعايشين بحيث يكون لهم دور إيجابي في المجتمع.