مروان البرغوثي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية

27 ديسمبر 2019
البرغوثي صاحب الحظ الأوفر بالترشح للرئاسيات (عباس موني/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من عدم رد الاحتلال الإسرائيلي بعد على الطلب الفلسطيني بتمكين المقدسيين من المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، الأمر الذي جعل إصدار المرسوم الرئاسي بشأن هذه الانتخابات، التي اتفقت جميع الأطراف الفلسطينية على إجرائها، معلقاً حتى الآن، لكن النقاشات داخل حركة "فتح" حول نيّة القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي ترشيح نفسه للرئاسة، مستمرة، وهي خرجت للعلن بالفعل.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، المقدسي حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن محامي البرغوثي أبلغه قبل أيام بنيّة الأخير الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه "إذا ما أحجم الرئيس محمود عباس عن ترشيح نفسه، فمروان صاحب الحظ الأوفر بالترشح لانتخابات الرئاسة، بحسب استطلاعات الرأي".

عرض الحركة
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" واشترطت عدم ذكر اسمها، فإن "مروان البرغوثي ينوي بالفعل الترشح للانتخابات الرئاسية، وينتظر المرسوم الرئاسي لذلك"، مضيفة أنه "بسبب علم القيادة الفلسطينية بهذا الأمر، فقد اجتمعت مع أشخاص معروفين بقربهم من مروان، وعرضت عليهم إخباره بأن الحركة تنوي أن يترأس قائمتها للانتخابات التشريعية". وتابعت المصادر أن "الرسالة وصلت للبرغوثي في معتقله، وردّ بأخرى مكتوبة إلى المقربين منه، لم تتضمن أي قرارٍ حاسم بالقبول أو الرفض، مفضلاً التمهل". وأوضحت المصادر أنه "بعد فحصٍ متأنٍ للقانون، لا يوجد ما يمنع أن يستقيل البرغوثي من المجلس التشريعي لاحقاً، ويترشح للانتخابات الرئاسية التي ستعقد بعد الانتخابات التشريعية بنحو أربعة أشهر".

والبرغوثي هو عضو مركزية حركة "فتح" ومعتقل منذ العام 2002 في سجون الاحتلال، الذي حكم عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاماً. وفي العام 2017، قاد البرغوثي إضراباً عن الطعام استمر نحو 40 يوماً، واتهمت زوجته فدوى قيادات فتحاوية بـ"التآمر على الإضراب" والالتفاف عليه.

ولدى سؤاله إن كان المجلس الثوري، الذي يُعتبر برلمان حركة "فتح"، والذي عقد جلسته قبل أيام، قد ناقش مسألة مرشح الحركة للرئاسة، رأى القيادي الفتحاوي حاتم عبد القادر، أن "المجلس، وعلى الرغم من امتلاكه صفة التشريع والرقابة بحسب النظام الأساسي للحركة، إلا أنه فقد دوره في الرقابة والتشريع". أما بالنسبة لمرشح الرئاسة، فإن المسألة وفق عبد القادر "لم تطرح في اجتماعات المجلس الثوري، وهناك خلاف بين أعضاء اللجنة المركزية حول قيام بعض أعضاء فتح بترشيح الرئيس أبو مازن (محمود عباس)". ولفت إلى أن ما صدر في هذا المجال "هو تصريح على موقع تويتر لعضو مركزية الحركة حسين الشيخ، ما لا يمكن التعويل عليه، لأنه إذا كان الرئيس يريد ترشيح نفسه، فيجب أن يعلنه بنفسه، لا أن يتطوع أحد لذلك، ويجب أن يتم ذلك عبر قنوات وهياكل فتح التنظيمية". وأعرب عن أسفه لمثل هذا التصريح الذي "لم نعهده، ويقع خارج الإطار الديمقراطي".

وشدد عبد القادر على أنه "طالما لم يعلن الرئيس عباس عن ترشيح نفسه، فهو ليس مرشحاً للسلطة الوطنية الفلسطينية"، مضيفاً أنه "من المفروض أن تترافق الانتخابات المقبلة مع عملية فصل بين السلطات التي يتقلدها الرئيس، ونحن لسنا مرتاحين لأن يكون رئيس السلطة الفلسطينية في الوقت ذاته رئيساً لحركة فتح ولمنظمة التحرير، لذلك يجب أن يكون هناك زعيم للحركة، وآخر للسلطة، ورئيس لمنظمة التحرير، ولن نقبل مستقبلاً، وفي أي انتخابات، أن تمسك شخصية واحدة بكل هذه السلطات".

وحول طلب قيادة "فتح" ترؤس البرغوثي لقائمة الحركة التشريعية، نفى القيادي فيها حصوله على أي معلومات، لكنه لفت إلى حديث أطراف عن أنّ السلطة عرضت على القيادي الأسير مثل هذا الأمر، في محاولة لثنيه عن الترشح للرئاسة"، موضحاً أنه "حتى لو ترأس البرغوثي قائمة فتح في التشريعيات، فهذا لا يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية". لكن عبد القادر أعرب عن عدم اعتقاده بموافقة البرغوثي على الطرح، و"حتى لو وافق، فمن حقه أن يشارك في اختيار القائمة، فمروان لن يقبل أن يرأس قائمة تتضمن أسماء غير مرغوب فيها شعبياً، فهذا يسيء له".


خلافات داخلية
في موازاة ذلك، علمت "العربي الجديد" من مصادر موثوقة أن عباس اجتمع قبل أسابيع قليلة بقيادات فتحاوية، وأخبرها بأنه من المحظور على أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وأعضاء المجلس الثوري، والسفراء، ترشيح أنفسهم للانتخابات التشريعية، حتى لا يؤثروا على فرص الحركة في الفوز، ولا يضروا بوحدتها". لكن بحسب المصادر ذاتها، فإن الأمور سرعان ما تبدلت، بعدما وصلت توصيات للقيادة بأن إجراء الانتخابات حالياً سيؤثر على وحدة الحركة، وتوصيات من قبل أكثر من عضو مركزي لفتح بأن الحركة غير جاهزة للانتخابات الآن.

وترى أوساط فتحاوية وسياسية، أنه إضافة إلى عقبة مشاركة المقدسيين في الانتخابات، والتي تحتاج إلى موافقة إسرائيلية، فإن هناك عقبة كبيرة غير معلنة، تتمثل بالوضع الفتحاوي الداخلي، وما يعتريه من خلافات واصطفافات واضحة بين المستوى القيادي الأول في الحركة، بات من الصعب معه إيجاد مايسترو (ضابط إيقاع) فتحاوي قادر على إحداث التناغم المطلوب بين قيادات الحركة من جهة، والقيادة وقاعدتها من جهة ثانية، لاجتياز الانتخابات العامة بأقل قدرٍ ممكن من الأضرار، مرجحين عدم إجراء الانتخابات.

أما المعلومات اللافتة التي يتم ترويجها في أوساط حركة "فتح"، والتي لم تستطع "العربي الجديد" الحصول على تعقيب حولها، فتتلخص بأن حركة "حماس" تعمل على اتفاق تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن مئات المعتقلين المحكومين بالمؤبد في المعتقلات الإسرائيلية، مقابل إفراجها عن الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وأبراهام منفستو. وبحسب المعلومات التي يتم الترويج، فإن في مقدمة هؤلاء المعتقلين، سيكون مروان البرغوثي، والذي سيمكث أسابيع عدة في الضفة الغربية، قبل أن يغادر بموجب الصفقة إلى قطاع غزة كما بقية الأسرى إن تم الاتفاق.