وأضاف البرغوثي، في بيان نشرته زوجته المحامية فدوى البرغوثي اليوم، "مع حلول شهر رمضان الفضيل، قررنا تعليق الإضراب من باب إعطاء الفرصة للحوار مع مصلحة السجون، مؤكدين الاستعدادية والجاهزية لاستئناف الإضراب في حال لم تف مصلحة السجون بالوعود التي قدمتها للأسرى".
وقال بيان البرغوثي: "يا شعبنا العظيم. يا شعب البطولات والتضحيات. يا شعب الثورات والانتفاضات. يا أبناء الأمتين العربية والإسلامية. يا أحرار العالم. أيها الأصدقاء ويا محبي السلام والعدل في كل مكان. لقد خاض الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو الصهيوني إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، وحتى مساء 28 مايو/أيار الحالي، وسجل بذلك الأسرى في هذا الإضراب الوطني الكبير أطول إضراب جماعي وملحمة تاريخية في سجل الحركة الأسيرة منذ خمسين عاماً".
وعدد البيان وسائل "القمع الوحشية والإرهاب الأعمى الذي استخدمته إدارة الجستابو الإسرائيلي في مواجهة الإضراب، من نقل جميع المضربين من سجونهم في سابقة لم تحصل من قبل، والزج بالمئات منهم في أقسام العزل الانفرادي، واستخدام الوحدات الخاصة (المتسادا، ودرور، واليماز) في حملات تفتيش على مدار الساعة، وطوال 42 يوماً من أيام الإضراب، ونقل الأسرى المضربين في البوسطات في ظروف قاسية ووحشية، واهمة أنها تستطيع النيل من إرادتهم، وقامت بمصادرة كافة الأغراض الشخصية بما فيها الملابس الداخلية، وحرمان الأسرى من أدوات النظافة، وتحويل حياتهم إلى جحيم إلى جانب إطلاق الإشاعات والأكاذيب المخجلة".
وتابع البرغوثي: "انطلاقاً من هذا المشهد التاريخي والبطولي، فإنني أسجل وباعتزاز كبير هذا الصمود العظيم للأسرى المضربين عن الطعام، وأتوجه بالتحية والإجلال والإكبار للشهداء الأبرار، ولذويهم، ولكل الذين ارتقوا وأصيبوا وأسروا في معركة الحرية والكرامة لفلسطين.
كما أتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا العظيم في فلسطين الطاهرة من النهر إلى البحر، وفي المنافي والشتات، وأشكرهم على ما أبدوه من تضامن كبير والتفاف قل مثيله حول قضية الأسرى وإضرابهم الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد السياسي على المستوى الدولي، وفي ذات الوقت فإنني أتوجه بالتحية والاعتزاز للشعوب العربية والإسلامية والصديقة في العالم على حجم التضامن والمشاركة التي ساندونا بها".
ووجه الشكر "إلى كل من أسهم في الحملات الإعلامية ووسائل الإعلام المحلية والدولية، وكذلك نقابة المحامين والأطباء ووزارة التربية والتعليم ونادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين"، مؤكداً أن "معركة الحرية والكرامة لفلسطين هي جزء لا يتجزأ من معركة الحرية والاستقلال، والعودة، وإسقاط نظام الأبرتهايد في فلسطين، وإنهاء الاحتلال".
وخاطب البرغوثي الشعب الفلسطيني قائلا: "يا شعبنا العظيم: رغم أن حكومة الإرهاب التي تقود نظام الأبرتهايد قد شنت هجوماً عنيفاً على الإضراب عن الطعام في محاولة فاشلة وبائسة لإخفاء جرائمها، إلا أن هذا لم يرهب الأسرى ولم يكسر إرادتهم الفولاذية ولم يثنهم عن خوض المعركة بكل عزيمة وصلابة وسطروا ملحمة بطولية خالدة، وتمكنوا من انتزاع جملة من الإنجازات الإنسانية والعادلة، وفي مقدمتها إعادة الزيارة الثانية لعائلات الأسرى التي توقفت منذ سنة تقريبا، وتحسين شروط وظروف حياتهم اليومية، وحل مشكلات عالقة منذ سنوات تتعلق بالأسيرات والأشبال والمرضى والبوسطات والمعالجة والكانتين والمشتريات وإدخال الملابس، وكذلك تشكيل لجنة من كبار مسؤولي مصلحة السجون للحوار مع ممثلي الأسرى في الأيام القليلة القادمة لمناقشة كافة المشكلات دون استثناء وحلها".
وقال: "إنني أتوجه بتحية خاصة لأسرى سجن نفحة، هؤلاء الأبطال الذين كان لهم دور طليعي في نجاح الإضراب، وفي تحقيق هذا النصر الكبير، وكذلك أتوجه بالتحية للأسرى الذين أضربوا في سجون النقب، وعوفر، وعيادة سجن الرملة، وعسقلان، وجلبوع، ومجدو، ورامون والأشبال والأسيرات وأخيراً في سجن هداريم، وإلى كل من شاركنا في بقية المعتقلات، وأشد على أياديهم وأقبّل جباههم العالية".
وجدد البرغوثي العهد والقسم على أن يكون هذا الإضراب الوطني الأطول والأشرس في تاريخ الحركة الأسيرة "نقطة تحول في العلاقة بين الأسرى وسلطات السجون. من الآن فصاعداً وبعد اليوم، لن نسمح بالمساس بإنجازات وحقوق ومكتسبات الأسرى، وكذلك ستكون هذه المعركة نقطة تحول لإعادة بناء وتوحيد الحركة الأسيرة بمختلف مكوناتها ومقدمة لتشكيل قيادة وطنية موحدة خلال الأشهر القليلة القادمة استعدادا لخوض معركة انتزاع الاعتراف بالأسرى في باستيلات الجستابو الإسرائيلي، كأسرى حرب وأسرى حرية، وتطبيق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة عليهم".
وقال البرغوثي: "أدعو الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الوطنية والإسلامية، للقيام بواجبها الوطني حيال الأسرى من خلال العمل على تحريرهم"، مجدداً التحذير من أي استئناف للمفاوضات قبل اشتراط الإفراج الشامل عن كافة الأسرى والمعتقلين.
وختم البرغوثي بيانه بالقول: "المجد للشهداء الأبرار. الحرية لأسرى الحرية. عاشت معركة الحرية والكرامة الفلسطينية... أخوكم مروان البرغوثي (أبو القسام). سجن هداريم/ زنزانة رقم 28".