قالت صحيفة "خبر تورك"، اليوم السبت، إنّ مركز العمليات المشتركة بين تركيا وأميركا حول المنطقة الآمنة شرق الفرات، الذي تم التوافق عليه في الأيام السابقة، سيبدأ أعماله في سبتمبر/أيلول المقبل، في وقت يتوجه فيه وفد عسكري من وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" للقاء الوحدات الكردية الأسبوع المقبل، لمناقشة المنطقة الآمنة مع المقاتلين الأكراد.
وأفادت الصحيفة بأنّ تركيا بقيت خلال المفاوضات مصرّة على منطقة آمنة بمسافة 460 كم وبعمق 32 كم، ولكنها تخلت عن الإصرار المرتبط بالتنفيذ الفوري، والاحتفاظ بهذا المطلب لمرحلة لاحقة، في حين أن الجانب الأميركي كان مرناً بعرضه الذي يتضمن مسافة 140 كم بعمق 3-7 كم، وكان هناك حرص على حصول تفاهم، ولهذا السبب تقرّر إنشاء مركز عمليات مشتركة.
وأوضحت أنّ مركز العمليات سيكون مشابهاً لمركز العمليات المؤسس حول منبج في ولاية غازي عنتاب، وهذا المركز سيحدّد الأماكن التي ستوفر فيها أميركا انسحاباً لأسلحة الوحدات الكردية الثقيلة، والمكان الذي ستتمركز فيه، في نقاط بعيدة لا تصل إلى الأراضي التركية. وبهذا فإنّ المناطق العربية ستكون فيها انسحابات من 20 إلى 25 كم، والمناطق التي فيها اختلاط عربي كردي ستكون المسافة ما بين 10 و15 كم، وفي المناطق الكردية تكون المسافة أقل.
ولن يشمل الاتفاق، في المرحلة الأولى بحسب الصحيفة، المناطق السكنية، بل ستكون خارجها، ولكن ستكون مهمة توفير الحماية خارج هذه المدن للدوريات التركية الأميركية المشتركة، وبعدها سيتم الانتقال لتنظيف المنطقة من العناصر المصنفة إرهابية في تركيا. وفي هذا الإطار، فإن تركيا قبلت بالمقترحات الأميركية حيال القامشلي وعين العرب، ولكن بشروط، من دون أن توضح الصحيفة هذه المقترحات والشروط.
أما عن المساحة، فتوضح الصحيفة أنها ستبدأ من تل أبيض باتجاه رأس العين شرقاً، وهي المنطقة التي تعيش فيها أغلبية عربية، وفي هذه المناطق سيتم إبعاد عناصر الوحدات الكردية مع سلاحها الثقيل إلى الوراء، وستراقبها القوات الأميركية، وستكون إلى جنوب الخط الدولي ما بين حلب والقامشلي، فيما الخط الممتد من القامشلي للحدود العراقية هو خارج هذه المنطقة.
وبعد أن تنظف أميركا المنطقة خلال فترة زمنية ليست قصيرة، سيتم إنشاء جيوب أمنية فيها، وسيتم ربط هذه الجيوب، لتتحول لاحقاً إلى حزام أمني، فالمخاطر هذه سيتحملها الجانب الأميركي، وبعد مرحلة التنظيف، ستخضع المنطقة للرقابة الأمنية الأميركية التركية عبر مركز العمليات، والتطورات الميدانية ستجلب معها حلاً لملف منبج، فتركيا مستعجلة ولا تريد تكراراً لسيناريو منبج، فهددت في حال التباطؤ بالتنفيذ، بالقيام لوحدها بهذه المهام، ونظراً لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة حالياً، فإن إنشاء المركز وبدء العمليات سيكون الشهر المقبل.
وعن مكان إنشاء مركز العمليات، قالت الصحيفة إنه يتم الحديث عن منطقة أقجة قلعة بولاية شانلي أورفا، أو منطقة سروج التي تقابل عين العرب من الجانب السوري، أو في منطقة قزل تبه في ولاية ماردين، وهو ما ستقرّره تركيا، وتبلغ الجانب الأميركي به في السادس من الشهر المقبل.