مرض غامض يفتك بأسماك العراق وقلق من تصاعد الخسائر

05 نوفمبر 2018
تصاعد خسائر الصيادين (جوزف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
يسود قلق وغضب بين أصحاب مزارع تربية أسماك الكارب في نهر الفرات، خصوصا في محافظة بابل جنوب بغداد، بعد نفوق أعداد ضخمة منها، خلال الأيام الماضية، بسبب مرض ما زال مجهولا حتى الآن.

وخلال أسبوع واحد، خسر العراق أكثر من 1500 طن من الأسماك، في محافظات بابل وكربلاء والنجف والديوانية، بحسب تصريحات لوزير الصحة العراقي، علاء العلواني، يوم السبت الماضي، بينما تتسع ظاهرة النفوق بشكل خطير للغاية، وسط صمت حكومي، وعجز عن مواجهة المخاطر.

وقال مسؤول في وزارة الزراعة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "نفوق الأسماك وصل إلى مرحلة خطيرة. الأزمة في تزايد. ملايين الأسماك نفقت في عدد من المحافظات"، مؤكدا أنّ "التحليلات المخبرية كشفت عن مواد كيميائية ألقيت في المياه، خلال الأيام الأخيرة، وتسببت في النفوق".

وأضاف "هذه المواد قد تكون دخلت من خارج العراق"، مبينا أن "عينات أرسلت إلى الأردن بواسطة طائرات خاصة سخرت لهذا الغرض، لفحصها، وخلال يوم أو اثنين ستظهر النتائج، لكن هناك منع نشر أو تصريح حول الحادث من قبل الحكومة، لحساسية الملف، فالخسائر المالية للعراق كبيرة جدا".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الزراعة عن وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الأسماك، ومنعت الاستيراد من الخارج بسبب ذلك. وكان العراق، خلال الفترة التي سبقت وصول الاكتفاء الذاتي، يستورد من إيران وتركيا، على وجه التحديد.

ويرى خبراء اقتصاد أن هناك استهدافاً متعمداً لثروة العراق السمكية، في وقت تعجز فيه الحكومة عن إيجاد الحلول المناسبة لإيقاف المشكلة. وقال الخبير الاقتصادي سعد العنبكي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة تتجاهل إصدار أي إحصائية لخسائر العراق الكبيرة نتيجة نفوق الأسماك".

ويقدر إنتاج العراق السنوي بنحو 29 ألف طن من الأسماك، على رأسها الكارب، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وبدت وزارة الزراعة مرتبكة في تصريحاتها، التي لم تحدد سبب نفوق الأسماك بشكل قاطع. وقالت الوزارة، في بيان، إن "ركود وتوقف جريان المياه في بعض مناطق تربية الأسماك بالأقفاص العائمة، فضلا عما يلقى في نهري دجلة والفرات من ملوثات صناعية ومنزلية بدون عمليات معالجة وتدوير للمياه، تسببت في نفوق الأسماك".

المساهمون