مرضى السرطان بغزة في خطر.. لا علاج ولا تحويلات

21 يونيو 2017
دعوات لإنقاذ حياة المرضى (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


جلست فاطمة عوض الله بجانب طفلتها تشتكي ظُلم العِباد وتلهج بالدعاء لرب السماء، بعدما باتت تعُدّ نظراتها الأخيرة لابنتها التي يتفشى مرض السرطان في جسدها الهزيل، موجهةً نداءً أخيرا لأصحاب الضمائر الحية لتمكين الطفلة الغزّية من السفر، واستكمال علاجها في المستشفيات الإسرائيلية، بعدما أضحى الحصار خطراً على حياة قُرة عينيها.

وفي قاعة استقبال مرضى السرطان بمستشفى الرنتيسي للأطفال، بمدينة غزة، كانت عوض الله تواسي طفلتها ببعض الابتسامات، وسط ازدحام المكان بأنفاس العشرات من ذوي المرضى، ممن يأملون بسماع خبر يعطيهم أملاً بشأن التحويلات الطبية، وعلى ملامحهم كانت صورة التعب واضحة.

كما شاركت عوض الله مع عدد من ذوي مرضى السرطان، في مؤتمر صحافي دعا إليه الاتحاد العام للهيئات الشبابية بالتعاون مع مستشفى الرنتيسي للأطفال، اليوم الأربعاء، بمدينة غزة، استنكاراً لحالة "البرود" تجاه مرضى السرطان، وتوجيه "نداء أخير" للمسؤولين بالتحرك عاجلاً لإنقاذ حياة المرضى.

وأوضحت عوض الله لـ"العربي الجديد"، أن ابنتها (6 أعوام) تعاني من المرض منذ ولادتها، لكن حالتها تفاقمت في الأشهر الأخيرة بعد منع إصدار تحويلة طبية لها من قبل الجهات المعنية في الضفة الغربية.



وتحت أشعة الشمس الحارقة، يقف وسام العطار بجسمه الهزيل بعدما أنهكه المرض، ويقول لـ"العربي الجديد": "أناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإصدار التحويلة الطبية التي أنتظرها منذ 3 أشهر، المرض يتفشى بجسمي".

بدوره، أوضح استشاري علاج الأورام، عوض عيشان، أن مرضى السرطان يعانون الأمرين بسبب نقص الأدوية، عدا عن عدم توفر أكثر من نصف العلاجات لتلك الشريحة بقطاع غزة، وما يفاقم مشكلتهم هو عدم حصولهم على تحويلات طبية للعلاج في الخارج بسبب "حجج أمنية".

نقص الأدوية وغياب التحويلات (عبد الحكيم أبو رياش)


وأضاف عيشان في كلمته على هامش المؤتمر أن "أكثر من 70 في المائة من مرضى السرطان تُرفض تحويلاتهم، لا أدري ماهية الحجة الأمنية التي يسوقونها في منع علاج هذه الشريحة"، مبيناً أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت وفاة 3 مرضى، بسبب عدم حصولهم على إجراءات لاستكمال علاجهم بالخارج.

إلى ذلك، طالب الاتحاد العام للهيئات الشبابية في بيان صحافي، بالتراجع الفوري عن السياسات العقابية ضد غزة والتي طاولت مرضى السرطان، داعياً رئيس السلطة الفلسطينية بالعمل على حل تلك المشكلة قبل فقدان المزيد من المرضى لعدم استكمال علاجهم.

كما ناشد الاتحاد، السلطات المصرية بالعمل على فتح معبر رفح البري لإنقاذ مرضى السرطان من سياسة رفض التحويلات إلى المستشفيات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأطفال وغيرهم في مدينة غزة.

 

المساهمون