مرشحو رئاسيات أوكرانيا: ممثل يدعمه ملياردير ورئيس ويوليا العائدة

09 فبراير 2019
سيدة أوكرانية تبيع البطاطا أمام مبنى مفوضية الانتخابات(بافلو غونشار/Getty)
+ الخط -
على الرغم من تسجيل لجنة الانتخابات المركزية في أوكرانيا أسماء أكثر من 30 مرشحاً لخوض سباق الاستحقاق الرئاسي في نهاية مارس/آذار المقبل، إلا أن استطلاعات الرأي كشفت أن المنافسة الرئيسية ستقتصر على ثلاثة مرشحين رئيسيين، وهم الرئيس الحالي، بيترو بوروشينكو، وزعيمة حزب "باتكيفشينا" (الوطن)، رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو، والممثل، فلاديمير زيلينسكي، المدعوم من الملياردير الأوكراني إيغور كولومويسكي. وبحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، فإن زيلينسكي يحظى بدعم 23 في المائة من الأوكرانيين، متفوقاً على بوروشينكو (16.4 في المائة) وتيموشينكو (15.7 في المائة).

في هذا الإطار، اعتبر الصحافي الأوكراني، فيتالي بورتنيكوف، أن "المرشحين الثلاثة لديهم فرصة الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات"، متوقعاً أن يتخذوا جميعاً موقفاً مشابهاً فيما يخص العلاقات مع روسيا ببرامجهم الانتخابية. وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد" من العاصمة الأوكرانية كييف، أن "بوروشينكو وزيلينسكي وتيموشينكو لديهم فرصة الوصول إلى جولة الإعادة، ولكن حسم المنافسة من الجولة الأولى هو أمر مستبعد".

وحول أهم ملفات الحملة الانتخابية المرتقبة، رأى أن "المرشحين سيركزون على القضايا المتعلقة بمكافحة الفساد والحرب مع روسيا واستعادة وحدة الأراضي الأوكرانية"، في إشارة إلى إقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمها منطقة دونباس (تضمّ إقليمي لوغانسك ودونيتسك) الموالية لها شرق أوكرانيا. ومع ذلك، رأى بورتنيكوف أن "موقف المرشحين الثلاثة من الملف الروسي لن يكون مختلفاً، مرجعاً ذلك إلى أن "مفتاح الحل بين يدي موسكو وليس كييف".

وعند إعلانه عن ترشحه لولاية ثانية، أكد بوروشينكو اعتزامه مواصلة الخط الرامي إلى "استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية بطريقة سياسية - دبلوماسية"، معتبراً أن "قضية الحرب والسلام ستكون من القضايا الرئيسية في الانتخابات، لأن الشعب لن ينتخب مجرد رئيس، وإنما القائد الأعلى أيضاً".

من جهته، توقع كبير الباحثين في معهد بلدان رابطة الدول المستقلة في موسكو، يوري بارانتشيك، أن "يكون زيلينسكي هو الفائز في انتخابات الرئاسة الأوكرانية، من دون أن يحسن ذلك الوضع في البلاد أو يعزز وحدة أراضيها". وأبدى اعتقاده، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "زيلينسكي هو المرشح الأوفر حظاً، ولكن ذلك لن يحسن آفاق البلاد، لأن كولومويسكي سيكون الحاكم الفعلي. كما أن فوز زيلينسكي سيعجّل عملية تفكك أوكرانيا التي خسرت القرم، كما أن المناطق الجنوبية الشرقية منها قابلة للانفصال أيضاً".


وحول دوافع دعم الأوكرانيين لمرشح لا يملك أي خبرة سياسية، رأى أن "النخبة السياسية الأوكرانية لم تتغير منذ 8 أو 9 سنوات، فتشبّع الناس بها. عليه، بدأ كولومويسكي يروّج لزيلينسكي عن طريق أدائه الدور الرئيسي في المسلسل السياسي (خادم الشعب)، فبات السكان يثقون في قدرة الأخير على تنظيم حياتهم، ولكنه في الواقع مجرد دمية".

وتساءل نائب رئيس "مركز الدراسات السياسية" في موسكو، أليكسي ماكاركين، هو الآخر عن العوامل التي "أدت إلى زيادة دعم ممثل بلا خبرة سياسية بهذه الصورة في أوكرانيا"، مشبّهاً إياه بسوابق تولي عدد من الفنانين زمام السلطة في بلدان أميركا اللاتينية مثل غواتيمالا وهايتي.

وفي مقال بعنوان "المنافس الهام: كيف يمكن لأنصار زيلينسكي حسم نتيجة الانتخابات؟" نُشر بصحيفة "إر بي كا" الروسية، رأى ماكاركين أن "هناك ثلاثة أبعاد في حالات دخول الفنانين إلى عالم السياسة، أولها خيبة أمل الناخبين من السياسيين التقليديين والاستياء من الفساد وعدم الفاعلية، وثانيها تبعية الفنانين السياسيين لمن يقف وراءهم، وثالثها حالات إحباط جديدة جراء نتائج حكمهم". وأشار إلى "مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص زيلينسكي أثناء حملته الانتخابية، وفي مقدمتها كونه شخصية جديدة، ولد في شرق أوكرانيا، ويدعو إلى احترام حقوق سكان البلاد الناطقين بالروسية والمفاوضات مع روسيا، مما يزيد من تأييده من قبل الرافضين لسياسات بوروشينكو ومن قبل الجيش والكنيسة الوطنية الأوكرانية".

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في 31 مارس/ آذار المقبل، على أن تنظم جولة الإعادة في 21 أبريل/ نيسان المقبل في حال لم يتمكن أي مرشح من تجاوز عتبة الـ50 في المائة من الجولة الأولى، وهو ما تتجه إليه الأمور وفق نتائج الاستطلاعات.

يذكر أن أول انتخابات رئاسية في أوكرانيا بعد الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، أجريت عام 2014، وأسفرت عن فوز بوروشينكو من الجولة الأولى بحصوله على 54.7 في المائة من أصوات الناخبين، متفوقاً بفارق كبير على تيموشينكو التي حصلت على أقل من 13 في المائة من الأصوات.
المساهمون