شهدت ألمانيا مبادرات عدة للترحيب بالمهاجرين طالبي اللجوء، كانت بمعظمها تطوعية، نظّمها أشخاص لا ينتمون إلى مؤسسات أو مراكز معنيّة بمساعدة اللاجئين. هم مجرّد متعاطفين مع هؤلاء الهاربين من الفقر والحرب. وعلى الرغم من هذه المبادرات التطوعية، إلا أن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين وتظاهرات مناهضة نظمها اليمينيون المتطرفون رفضاً لسياسة الترحيب.
منذ وصول هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين إلى بعض مدن ألمانية، لقوا ترحيباً كبيراً من قبل بعض المتطوعين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء إلى المساعدة بكل الوسائل الممكنة، حتى أن طالبي اللجوء فوجئوا بالترحيب. لدى وصولهم إلى محطّات القطارات، كان البعض يحمل لافتات كُتب عليها "مرحباً بكم في ألمانيا" باللغتين العربية والإنكليزية والألمانية، فيما حمل آخرون دمى لتوزيعها على الأطفال. آخرون وزّعوا المياه والأطعمة، بينما غمرهم البعض قائلين: "أنتم في أمان" و"مرحباً بكم".
مبادرات الترحيب هذه انتقلت إلى مراكز اللجوء، وقد حمل البعض إليهم بطانيات وملابس ومواد غذائية. وفي إحدى المرات، توجهت جانيت إلى أحد مراكز اللجوء في مدينة كولن الألمانية، وحملت بيدها قبعة مصنوعة من الصوف، واقتربت من أحد الأطفال وألبسته إياها قائلة: "لتدفئك هذه القبعة يا صغيري، فالشتاء قارس في ألمانيا". وعلى الرغم من أن الصبي لم يفهم ما قالته السيدة، ابتسم.
كذلك، سعت شركات ألمانية إلى إطلاق برامج تطبيقية على الهواتف الذكية لتقديم معلومات مفيدة لطالبي اللجوء، وإرشادهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامات والمساعدات الاجتماعية وتعليم اللغة، وبرامج أخرى تشرح القوانين الخاصة باللجوء. كذلك، نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية ملحقاً خاصاً باللغة العربية من أربع صفحات للترحيب بالمهاجرين وإعطائهم نصائح ومعلومات بشأن أماكن الخدمات المقدمة لهم وكيفية المساعدة في حالات الطوارئ.
وفي كولن، نظّمت مجموعة من الشباب حفل شواء دعت إليه عدداً من هؤلاء. وعملت إحدى النساء كمصففة شعر للراغبات، فيما عزف آخرون الموسيقى. مثل هذه المبادرات تكررت كثيراً في عدد من المدن الألمانية على الرغم من بعض التحرّكات المناهضة للمهاجرين.
كذلك، أنشأت مجموعة من الشباب مبادرة "ويلكام دينر"، دعت خلالها عدداً من طالبي اللجوء إلى العشاء. مع ذلك، يبقى هناك خوف، خصوصاً بعد الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، من أن تكون ثمة مجموعات إرهابية بين المهاجرين.
اقرأ أيضاً: ألمانيا تترجم دستورها إلى العربية لدمج اللاجئين