تعمل السيدة زينة سعيد أحمد، (أم رضوان) منذ تسعينيات القرن الماضي في نشاطات متعدّدة، تهدف في معظمها إلى الدفاع عن المقدسات، والمسجد الأقصى المبارك. ومنذ عام 2011، ترابط أم رضوان، كمُدرّسة في مشروع حلقات العلم في المسجد الأقصى، وقد تعرّضت بسبب عملها للاعتقال والإبعاد والضرب على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
*حدّثينا عن أهميته ومنزلة الرباط في المسجد الأقصى؟
مكانة الأقصى، وعظمة الرباط فيه، زادت تمسّكنا وتعلقنا به، فنحن نستشعر موضع أقدام الأنبياء وأماكن ركوعهم وسجودهم خلف نبيّنا الحبيب، ونستشعر عروجه للسماء، ودخول الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس فاتحاً، وصلاح الدين محرّرا.
رباطنا يذكّرنا بحضارة عظيمة ما تزال معالمها واضحة، والرباط جعلنا إخوة وأهلا، فأصبحنا بفضله متحابين ومتعاونين نشد من أزر بعضنا، وهذا كان له أثره في مواجهة العدو.
كان تماسكنا، قوّة نواجه بها المحتل، فهناك مواقف كثيرة للنساء والرجال داخل الأقصى من تخليص الشباب والنساء من أيدي الاحتلال. وحين نشعر بالخطر يداهم المصليات نقف مع الرجال وقفة واحدة في كل الأحوال.
*ما هو دور المرأة الفلسطينية تجاه المسجد الأقصى والمقدسات؟
في الوقت الذي اشتدّ فيه التهويد والاقتحامات للأقصى، جاء مشروع الرباط لإعمار الأقصى وتكثير المسلمين فيه. كانت محاولات التهويد واضحة، من خلال الأعداد المتزايدة للمستوطنين اليهود، الذين يقتحمون الأقصى يوميا في جولات سياحية، عندما يكون خاليا من المسلمين لعدم وجود صلاة مفروضة في أوقات الصباح المبكّر، وقد حدّدنا نفس الأوقات لتعمير المسجد بأكبر عدد من المرابطين ليكون متزامناً مع الاقتحامات، للمحافظة على إسلامية المكان وإحياءً لمصاطب العلم التي عرفها الأقصى على مدار التاريخ.
*ماهي أبرز مشاريع المرابطات في التصدي للاحتلال والمستوطنين في المسجد الأقصى؟
أبرز المشاريع، مشروع مصاطب العلم، التي انتشرت في الأقصى بشكل كبير، تضم المصاطب الرجال والنساء، وتشمل فئات الشباب والأطفال، وتربطهم بالأقصى، لحمايته من خلال المشاركة في الفعاليات، ومن تلك المشاريع مشروع الطالب الجامعي، والذي انضم إليه عشرات الطلاب، ليتلقّوا محاضراتهم داخل الأقصى، بالاتفاق مع جامعة القدس المفتوحة.
وأيضاً مشاريع المخيمات الصيفية والربيعية، الخاصة بالأطفال، ومشروع عقد القران الذي يهدف لإحياء المناسبات الاجتماعية وبدء تأسيس الأسرة من الأقصى، ومشاريع موسمية كمهرجان طفل الأقصى ومهرجان الرسم، بالإضافة لمسابقات حفظ القرآن الكريم، وأجمل صوت لإلقاء الشعر والخطابة.
*من أين أتت فكرة المشروع؟ وماذا عن ردة فعل الاحتلال تجاهها؟
كانت هناك مشاريع مختلفة لتعزيز التواجد في الأقصى، لكنها لم تستمر، مثل مشروع رباط الأحياء، حيث وزّع الرباط على أحياء القدس في أيام مخصصة لكل حي، لكن هذا لم يكن مجدياً، فجاءت فكرة إيجاد مجموعات ترابط يوميا في الأقصى.
لم يرق مشهد الرباط وانتشار حلقات العلم في الأقصى للاحتلال، فبدأ بمنع التجمعات وإبعادها عن نقاط التماس مع المستوطنين، خاصة أننا اخترنا المكان الأقرب إلى باب المغاربة الذي يدخلون منه للأقصى وهذا أربك رجال الأمن والشرطة الذين يرافقون المستوطنين ليوفّروا لهم الحماية. فبدأ الاحتلال بالتصدي للنساء ليمنعهن من البقاء، ثم تطورت وسائل القمع ضد النساء، بالضرب والركل، والاعتقال، والمحاكمة، والتغريم، والإبعاد التي طاولت العشرات من النساء وكنت واحدة منهن.
*ماهي أصعب المواقف، وأبرز المخاطر التي تمر بالمرابطات؟
أصعب المواقف حين تدخل قوات مدججة بالسلاح لاقتحام الأقصى لتؤمّن مستوطنا واحدا، في حين يجري القمع والتنكيل والإهانة لكرامة الأمة من دون أن تحرّك الأمة وزعماؤها وجيوشها ساكناً حيال ذلك.
أبرز المخاطر أننا في معركة مستمرة غير متكافئة؛ نواجه جيشاً ودولة عنصرية تنظر إليك كعدو، تقف في وجهها رغم أنك لا تحمل أي سلاح، إلا سلاح الإيمان والإرادة. فتكون معرّضاً في كل لحظة لمفاجأة لا تخطر ببالك، فعليك أن تضع في رأسك كل الاحتمالات حين تقرّر المرابطة في الأقصى.
*كيف يمضي يوم الرباط في المسجد الأقصى؟
نتوجه صباحاً مع الأبناء إلى الأقصى للرباط والدراسة، المحطة الأولى على الأبواب للتفتيش وتسليم بطاقات الهوية التي تعني أننا قيد الاعتقال، فبدونها لا نستطيع التحرّك. تبدأ بعدها حلقات العلم بالانتشار في ساحات الأقصى مستعدين للتصدي لأي اقتحام أو استفزاز.
الأقصى أولى أولوياتنا؛ نقدّمه على الزوج والأبناء، خاصة ونحن نعلم حجم الخطر الذي يحيط به. ودور الأسرة أساسي في الرباط بالتشجيع والمساندة، فأنا وزوجي وأبنائي نعتبر القدس والأقصى همّنا الأول ونعمل على نصرتهما.
*لمرابطات الأقصى قصص في النضال والشموخ.. حدثينا عن موقف واجهكم في هذا الإطار.
تعرّضت كغيري من المرابطات إلى شتى وسائل التنكيل لثنيّنا عن التواجد في الأقصى، فاعتقلت أول مرة لرفضي توقيع قرار يقضي بإبعادي عن الأقصى، وقدمت للمحاكمة بعد تحقيق مطوّل على إثر توجيه تهم إثارة الشغب وتعريض المستوطنين للخطر، وكذلك تهمة العمل لصالح منظمات إرهابية.
وعندما شعر الاحتلال أن هذه الإجراءات زادت من تمسّكنا وإصرارنا على التواجد، استدعوا زوجي وأبنائي للتحقيق وضغطوا على أسرتي لمنعي من ارتياد الأقصى، وكان هناك تهديد ووعيد بالإبعاد عن القدس، لكن عندما لم يجدِ هذا نفعاً قاموا بتسليمي قراراً بهدم منزلي، كتب باسمي، مع العلم أن المنزل باسم زوجي ولا يوجد فيه أي مخالفة.
ومن وسائل قمع الاحتلال، إغلاقه الأقصى أمام المسلمين في ساعات الصباح، ليستفرد بها اليهود وحدهم. وعندما حاولنا الدخول إلى المسجد بعد رفض تسليم بطاقات الهوية في أبريل/نيسان 2014 اعتدوا علينا بالضرب والتنكيل ورشّ غاز الفلفل، وضربني الضابط المسؤول عن الأقصى على وجهي بجهاز لاسلكي كان يحمله بيده، فكُسرت أسناني وفكّيّ، وقام آخر بالاعتداء علي بالضرب والركل على قدمي، ونقلت على إثرها إلى المشفى، وهذا حال العشرات من النساء.
*ماذا عن رسالة المرابطات إلى عموم المسلمين بخصوص المسجد الأقصى؟
رسالتنا إلى العالم الإسلامي من شقّين: الأولى، فيها ألم ووجع نابع من ألم الأقصى ووجعه، بأن حرائر القدس يقفن بأجسادهن الضعيفة العزلاء يدافعن عن شرف الأمة وكرامتها التي يدوسها الاحتلال يومياً، وتتلقى أبشع أنواع الضرب والتنكيل، وعلى العالم أن يسمع صرخاتهن ليصحو من سباته، فالأقصى في مرحلة الخطر الشديد والعدو يتربّص به، ونقول للعالم الإسلامي إن المسجد الأقصى هو أمانة في أعناقكم ستُسألون عنها.
أما الرسالة الثانية، تحمل لكم الأمل الذي نعيشه، فنحن نعلم يقيناً أن وعد الله حق، وأننا بظروفنا الحالكة بتنا لتحرير القدس أقرب، بعدما شاهدنا شروط زوال المحتل، فالآيات القرآنية تترجم على أرض الواقع، فندعوكم لشرف إعداد العدة التي أمرنا بها المولى.
(العراق)
*حدّثينا عن أهميته ومنزلة الرباط في المسجد الأقصى؟
مكانة الأقصى، وعظمة الرباط فيه، زادت تمسّكنا وتعلقنا به، فنحن نستشعر موضع أقدام الأنبياء وأماكن ركوعهم وسجودهم خلف نبيّنا الحبيب، ونستشعر عروجه للسماء، ودخول الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس فاتحاً، وصلاح الدين محرّرا.
رباطنا يذكّرنا بحضارة عظيمة ما تزال معالمها واضحة، والرباط جعلنا إخوة وأهلا، فأصبحنا بفضله متحابين ومتعاونين نشد من أزر بعضنا، وهذا كان له أثره في مواجهة العدو.
كان تماسكنا، قوّة نواجه بها المحتل، فهناك مواقف كثيرة للنساء والرجال داخل الأقصى من تخليص الشباب والنساء من أيدي الاحتلال. وحين نشعر بالخطر يداهم المصليات نقف مع الرجال وقفة واحدة في كل الأحوال.
*ما هو دور المرأة الفلسطينية تجاه المسجد الأقصى والمقدسات؟
في الوقت الذي اشتدّ فيه التهويد والاقتحامات للأقصى، جاء مشروع الرباط لإعمار الأقصى وتكثير المسلمين فيه. كانت محاولات التهويد واضحة، من خلال الأعداد المتزايدة للمستوطنين اليهود، الذين يقتحمون الأقصى يوميا في جولات سياحية، عندما يكون خاليا من المسلمين لعدم وجود صلاة مفروضة في أوقات الصباح المبكّر، وقد حدّدنا نفس الأوقات لتعمير المسجد بأكبر عدد من المرابطين ليكون متزامناً مع الاقتحامات، للمحافظة على إسلامية المكان وإحياءً لمصاطب العلم التي عرفها الأقصى على مدار التاريخ.
*ماهي أبرز مشاريع المرابطات في التصدي للاحتلال والمستوطنين في المسجد الأقصى؟
أبرز المشاريع، مشروع مصاطب العلم، التي انتشرت في الأقصى بشكل كبير، تضم المصاطب الرجال والنساء، وتشمل فئات الشباب والأطفال، وتربطهم بالأقصى، لحمايته من خلال المشاركة في الفعاليات، ومن تلك المشاريع مشروع الطالب الجامعي، والذي انضم إليه عشرات الطلاب، ليتلقّوا محاضراتهم داخل الأقصى، بالاتفاق مع جامعة القدس المفتوحة.
وأيضاً مشاريع المخيمات الصيفية والربيعية، الخاصة بالأطفال، ومشروع عقد القران الذي يهدف لإحياء المناسبات الاجتماعية وبدء تأسيس الأسرة من الأقصى، ومشاريع موسمية كمهرجان طفل الأقصى ومهرجان الرسم، بالإضافة لمسابقات حفظ القرآن الكريم، وأجمل صوت لإلقاء الشعر والخطابة.
*من أين أتت فكرة المشروع؟ وماذا عن ردة فعل الاحتلال تجاهها؟
كانت هناك مشاريع مختلفة لتعزيز التواجد في الأقصى، لكنها لم تستمر، مثل مشروع رباط الأحياء، حيث وزّع الرباط على أحياء القدس في أيام مخصصة لكل حي، لكن هذا لم يكن مجدياً، فجاءت فكرة إيجاد مجموعات ترابط يوميا في الأقصى.
لم يرق مشهد الرباط وانتشار حلقات العلم في الأقصى للاحتلال، فبدأ بمنع التجمعات وإبعادها عن نقاط التماس مع المستوطنين، خاصة أننا اخترنا المكان الأقرب إلى باب المغاربة الذي يدخلون منه للأقصى وهذا أربك رجال الأمن والشرطة الذين يرافقون المستوطنين ليوفّروا لهم الحماية. فبدأ الاحتلال بالتصدي للنساء ليمنعهن من البقاء، ثم تطورت وسائل القمع ضد النساء، بالضرب والركل، والاعتقال، والمحاكمة، والتغريم، والإبعاد التي طاولت العشرات من النساء وكنت واحدة منهن.
*ماهي أصعب المواقف، وأبرز المخاطر التي تمر بالمرابطات؟
أصعب المواقف حين تدخل قوات مدججة بالسلاح لاقتحام الأقصى لتؤمّن مستوطنا واحدا، في حين يجري القمع والتنكيل والإهانة لكرامة الأمة من دون أن تحرّك الأمة وزعماؤها وجيوشها ساكناً حيال ذلك.
أبرز المخاطر أننا في معركة مستمرة غير متكافئة؛ نواجه جيشاً ودولة عنصرية تنظر إليك كعدو، تقف في وجهها رغم أنك لا تحمل أي سلاح، إلا سلاح الإيمان والإرادة. فتكون معرّضاً في كل لحظة لمفاجأة لا تخطر ببالك، فعليك أن تضع في رأسك كل الاحتمالات حين تقرّر المرابطة في الأقصى.
*كيف يمضي يوم الرباط في المسجد الأقصى؟
نتوجه صباحاً مع الأبناء إلى الأقصى للرباط والدراسة، المحطة الأولى على الأبواب للتفتيش وتسليم بطاقات الهوية التي تعني أننا قيد الاعتقال، فبدونها لا نستطيع التحرّك. تبدأ بعدها حلقات العلم بالانتشار في ساحات الأقصى مستعدين للتصدي لأي اقتحام أو استفزاز.
الأقصى أولى أولوياتنا؛ نقدّمه على الزوج والأبناء، خاصة ونحن نعلم حجم الخطر الذي يحيط به. ودور الأسرة أساسي في الرباط بالتشجيع والمساندة، فأنا وزوجي وأبنائي نعتبر القدس والأقصى همّنا الأول ونعمل على نصرتهما.
*لمرابطات الأقصى قصص في النضال والشموخ.. حدثينا عن موقف واجهكم في هذا الإطار.
تعرّضت كغيري من المرابطات إلى شتى وسائل التنكيل لثنيّنا عن التواجد في الأقصى، فاعتقلت أول مرة لرفضي توقيع قرار يقضي بإبعادي عن الأقصى، وقدمت للمحاكمة بعد تحقيق مطوّل على إثر توجيه تهم إثارة الشغب وتعريض المستوطنين للخطر، وكذلك تهمة العمل لصالح منظمات إرهابية.
وعندما شعر الاحتلال أن هذه الإجراءات زادت من تمسّكنا وإصرارنا على التواجد، استدعوا زوجي وأبنائي للتحقيق وضغطوا على أسرتي لمنعي من ارتياد الأقصى، وكان هناك تهديد ووعيد بالإبعاد عن القدس، لكن عندما لم يجدِ هذا نفعاً قاموا بتسليمي قراراً بهدم منزلي، كتب باسمي، مع العلم أن المنزل باسم زوجي ولا يوجد فيه أي مخالفة.
ومن وسائل قمع الاحتلال، إغلاقه الأقصى أمام المسلمين في ساعات الصباح، ليستفرد بها اليهود وحدهم. وعندما حاولنا الدخول إلى المسجد بعد رفض تسليم بطاقات الهوية في أبريل/نيسان 2014 اعتدوا علينا بالضرب والتنكيل ورشّ غاز الفلفل، وضربني الضابط المسؤول عن الأقصى على وجهي بجهاز لاسلكي كان يحمله بيده، فكُسرت أسناني وفكّيّ، وقام آخر بالاعتداء علي بالضرب والركل على قدمي، ونقلت على إثرها إلى المشفى، وهذا حال العشرات من النساء.
*ماذا عن رسالة المرابطات إلى عموم المسلمين بخصوص المسجد الأقصى؟
رسالتنا إلى العالم الإسلامي من شقّين: الأولى، فيها ألم ووجع نابع من ألم الأقصى ووجعه، بأن حرائر القدس يقفن بأجسادهن الضعيفة العزلاء يدافعن عن شرف الأمة وكرامتها التي يدوسها الاحتلال يومياً، وتتلقى أبشع أنواع الضرب والتنكيل، وعلى العالم أن يسمع صرخاتهن ليصحو من سباته، فالأقصى في مرحلة الخطر الشديد والعدو يتربّص به، ونقول للعالم الإسلامي إن المسجد الأقصى هو أمانة في أعناقكم ستُسألون عنها.
أما الرسالة الثانية، تحمل لكم الأمل الذي نعيشه، فنحن نعلم يقيناً أن وعد الله حق، وأننا بظروفنا الحالكة بتنا لتحرير القدس أقرب، بعدما شاهدنا شروط زوال المحتل، فالآيات القرآنية تترجم على أرض الواقع، فندعوكم لشرف إعداد العدة التي أمرنا بها المولى.
(العراق)